العربية بأسرها، وبأصول الفقه وفروعه، تفقّه أوّلا بالشّيخ النّوري، ثمّ سافر لمصر ولقي الرّجال (?) ورجع لبلده مساكن فأنشأ بها زاوية (?)، فكانت بقعة مباركة لم تزل عامرة بطلبة الكتاب والسّنّة وبكلّ خير، وأحفاد الشّيخ قائمون عليها فخرج منها فقهاء وصالحون وأنشأ زيتونا كثيرا أوقفه عليها، قال بعضهم: قصدنا الشّيخ بالزّيارة فقالوا لنا: ذهب إلى الغروس بالمكان الفلاني، فذهبنا لنجتمع به (?) وكان ذلك عقب مطر، فوصلنا المكان فوجدنا الشّيخ في مكان جالسا يمنع من خروج الماء من الغروس، فلمناه على ذلك، فقال: حبّب إليّ من دنياكم ثلاث: الغروس، وملازمة الدّروس، ومحبّة الملك القدّوس (?).
وقال - رحمه الله تعالى -: إنتقلت لبرّ المشرق / على رأس القرن الثّاني عشر، فاجتمعت بمشايخ أكابر أجلّة، وأخذت عنهم جملة من العلوم إجازة وحضورا، منهم سيدي محمّد بن عبد الله بن علي الخريشي البحيري (?) تلميذ سيدي علي الأجهوري، ومنهم سيدي إبراهيم الشبرخيتي شارح المختصر والأربعين النووية (?)، وألف منظومة في التّوحيد (?) شرحها (?) شيخنا أبو العباس سيدي أحمد الدمنهوري بمصر.
وأخذ عنه - رحمه الله - عدّة أفاضل وجمّ غفير من سائر النّاس. فمن جملة الفضلاء نجله الشّيخ ابو العبّاس سيدي أحمد، وابن عمّه الشّيخ ابو العبّاس سيدي أحمد الصغير، والشّيخ المفتي أبو عبد الله سيدي محمّد الهدّة السّوسي، والشّيخ المفتي بتونس