وتوفّي - رحمه الله - بمرض الشّق سنة سابع عشرة ومائة وألف (?)، وقبره مشهور (?) مزار متبرّك به، وأكثر تلاميذه مدفون معه لتوصيته (?) بذلك.

ترجمة الشّيخ أحمد النّوري:

فقام مقامه بالزّاوية ولده أبو العبّاس سيدي أحمد النّوري، فكان - رحمه الله تعالى - قائما بما قام به والده، وكان فائزا من العلوم الدّينية بالقدح المعلّى عربية وفقها وأصولا وحديثا وتفسيرا وقراءة وأدبا. وكان فصيحا، إذا أذّن حرّك القلوب الغافلة لحسن صوته وفصاحته.

وقد رحل إلى المغرب، فلقي الرّجال بتونس والجزائر وتلمسان وفاس، وأراد المجاوزة إلى السوس فمنعه بعض الصّالحين، وزار الشّيخ أبا يعزى (?)، وممّا اشتهر أن من زار قبره ووضع شيئا على تابوته وطلب شيئا / من الدّنيا والآخرة أعطاه الله ما سأل، (فوضع الشّيخ سيدي أحمد شيئا بقصد العلم فأعطاه الله ما سأل) (?).

وارتحل إلى المشرق بقصد حجّ بيت الله الحرام، فسافر من صفاقس إلى مكّة المشرفة، ولقي الأشياخ وأخذ عنهم، وصحب من الكتب شيئا كثيرا، فأكمل خزانة أبيه (?) وأكثر من كتب (?) الأدب لأنّه كان مطمح نظره، وأخذ عنه مشايخ لا يحصون كثرة، فمنهم بصفاقس الشّيخ أبو عبد الله محمّد كمّون، وشيخنا أبو عبد الله محمّد بن علي الفراتي، والشّيخ أبو عبد الله محمّد الخميري، والشّيخ أبو عبد الله محمّد البجّار، والشّيخ أبو عبد الله محمّد خروف في آخرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015