من سأله (?) عن شيء أعطاه ولم يره أحد أدخل حانوته (?) شيئا فتعجّب النّاس من أمره وكثر ازدحامهم عليه وقصدوه من جميع الجهات، وربحوا منه ربحا كثيرا فاقت الحصر، فغار منه (?) أهل السوق، واشتكوه (?) لمراد باي أبي (?) حمّودة باشا وقالوا (?): هذا رجل أقبلت عليه النّاس، ويخشى منه تغيير (?) الدولة، فأمروه (?) بالخروج من تونس ويتوجّه حيث شاء.

وكان الشّيخ سيدي علي العيوني (?) - رحمه الله - بالقيروان / عنده دلاعة محتفظا عليها (?)، وكلّما سأله تلاميذه أن يعطيها لهم يقول هي لصاحبها، فلمّا خرج الشّيخ من تونس توجّه للقيروان، فزار السّيّد الصاحب ثمّ توجّه للشّيخ العيوني، فلمّا رآه من بعيد قادما عليه قال لتلاميذه: هذا صاحب الدّلاّعة قد أتى، فلمّا وصل سلّم على الشّيخ العيوني ففرح به وأخذ سكّينا وقطع الدّلاّعة قطعا بقدر ما تدخل فيها اليد، فجعل يعصرها في قشرها حتّى صارت ماء فقال: افتح فاك وسقاه جميع ما فيها فخرج وقد أخذه من الحال ما أدّى إلى نبذ ثيابه من فوق جسده، وكان نقي البشرة فجعل النّاس يسترونه وهو يلقي ما يوارونه به، وصار يدور بالأزقّة وهو غير مالك نفسه فغيّر الله بياض بشرته ببعض سواد سترا لجماله.

ولمّا دخل حمودة باشا بن مراد للقيروان، وبين يديه شاويشه لمنع النّاس من الطّريق، لقي الشّيخ بالطّريق فأمره بالتنحّي عن الطّريق أوّلا وثانيا وثالثا وهو لا يلتفت إليه ولا يشعر به فضربه بقضيب بيده (?) ثلاث ضربات فذهب الشّيخ ولم يقدر الشاويش على الإنتقال من موضع ووقف فرس الباشا ولا علم عنده بما صدر من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015