ترجمة الولي محمّد الرّقيق أبي عكّازين:

ومن أعيان وطن صفاقس الغربي الشّيخ الولي الصّالح العارف بالله تعالى، المزار المتبرّك به، الإمام الخطيب، الحسيب النّسيب أبو عبد الله سيدي محمّد الرّقيق (?) أبو عكّازين المدفون بالمسعودة (?)، وهو من أولاد عنان من نسل مولاي إدريس، فيكون شريفا، أخذ الطريقة عن سيدي أبي يحيى القرقوري، مات أبوه وتركه صغيرا فسمّته أمّه محمّد اليتيم، وأسلمته للمعلّم، فلمّا ترعرع صار يذهب لقرية قرقور يقرأ على الشّيخ العارف بالله تعالى سيدي أبي يحيى القرقوري، وكان جميل الصّوت، حسنه رقيقه، فسمّاه الشّيخ بالرقيق، فاشتهر هذا اللقب، وكان شيخ من مشايخ العرب يتعرّض له في ذهابه للشّيخ القرقوري ويقول له: قل لأمّك تتزوجني، فأنكر ذلك ولم يخبر أمّه به، فجعل شيخ العرب يؤكّد عليه الوصيّة كلّ يوم حتى ضاق صدره من ذلك، وتغيّر حاله، فرآه الشّيخ القرقوري فسأله عن حاله، فعرّفه بما يقاسيه من مدافعة شيخ العرب، فقال له: خذ هذا القضيب واصحبه معك، فإذا لقيك فاستعذ بالله منه واسأله أن يعافيك من هذا القول، فإن رجع عن حاله فذلك المطلوب، وإن أبى فاضرب الأرض بهذا القضيب وقل: خذيه يا أرض، فإن أخذته كلّه وإلاّ فأعد عليها حتّى تأخذه أجمع، ففعل ما أمره به الشّيخ فأخذته الأرض، فعرّف الشّيخ، فقال:

إذهب / إلى قريتك وبث علمك فقد بلغت مبلغ الرّجال فقام بقرية أومة.

وكان خطيبا، فلمّا جاء العيد سأله أهل المحرس أن يخطب لهم ويصلّي بهم العيد فأبى أهل قريته وتشاجروا فأعطى أهل المحرس عكازا وهو القضيب الذي يعتمد عليه الخطيب، وأخذ أهل قريته العكّاز عندهم، فلمّا حضرت صلاة العيد هيّأ أهل كلّ قرية عكّازهم على منبرهم فإذا بالشيخ داخل عليهم فصلّى بهم وخطب لهم، فلمّا التقى أهل القريتين افتخر كلّ على الآخر بصلاة الشّيخ عندهم، فكذّب كلّ منهم الآخر فرجعوا إلى الشيخ، فقال: والله ما صلّيت إلاّ بالحرم الشّريف، ولكنّ الله كشف عن أبصاركم فرأيتموني، فكلّ فريق في بلاده يحسبني بإزائه كالشّمس في فلكها، وكلّ أحد يحسبها في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015