بسيّدنا عثمان متّصل النّسب ... فيا حبّذا من نسل تلك الأماثل
كراماته تنبيك عن طيب فعله ... تنير ضياء مثل شمس التّوافل
بنى داره زاوية مسجد بهي ... وروضة دفن هي (?) عذب المناهل
فمولده في شهر رمضان ثابت ... بعشرين يوما مع ثمان فواضل
مسمّى بيوم جمعة فيه ساعة ... يجاب دعاء البرّ فيها لسائل
ففي عام واو ثمّ كاف محقّق ... وبعدهما ألف مضت برواحل
وسار إلى عفو الإلاه مهلّلا ... وسبحته مقرونة بالأنامل
بآخر يوم بالعروبة (?) ينسب ... لشهر رجب فالعفو واللّطف نائل
ففي عام ألف ثمّ خمس ومائة ... عفا عنه مولانا كريم الفعائل
فعاش من الأعوام سبعين بعدها ... ثلاث وستّ غير شهري (?) فواصل
وتفقّه به عدّة تلاميذ من أعيانهم خليفته على زاويته الشّيخ أبو عبد الله / سيدي محمّد المرّاكشي المقدّم الذّكر، أصله من مدينة مرّاكش. قدم أجداده لصفاقس من مقدار أربعمائة سنة على ما قيل وإنّما استخلفه على الزّاوية لأنّه تزوّج إمرأتين لم يفتح له منهما بذكر ولا أنثى، وكان له إبن أخ تبنّاه وأراد استخلافه فحصلت (?) بينهما منافرة، فاستدعى أبا عبد الله المرّاكشي لما رأى من حسن سيرته وخلوص طويّته وإقباله على العلم النّافع، فجذبه بهمّته وتفقّه به، قيل إنّه أخذ عليه العهد أن يجتنب المناصب الشّرعية، ولعلّه لخوفه من الإشتغال بها عن القيام بالزّاوية أو لسيره على طريق القوم فإنّهم يفرّون منها إذ لا يسلم من غوائلها إلاّ الفرد النّادر سيّما في هذه الأعصار الّتي صار القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر، فقبل العهد ووفى به، ثمّ استأذن شيخه في حجّ بيت الله (?)، فلمّا رجع أقامه الشّيخ مقامه في حياته، وصار يعمل الميعاد من