وقال: إنّما تجمل الشاذلية بالثياب إظهارا للغنى (?) عن الخلق، ورضّى بما أعطاهم الله في سرائرهم حين لبس غيرهم المرقّعات إظهارا للفاقة، وأمّا السّلف فما لبسوا الرّثّ وأكلوا الخشن إلاّ لمّا وجدوا أهل الغفلة أقبلوا على الدّنيا وزينتها فخالفوهم بإظهار حقارتها.

وقال في معنى قول البسطامي (?): خضت بحرا وقف الأنبياء بساحله، إنّ الأنبياء عبروا بحر التّكليف إلى ساحل السّلامة، ووقفوا ساحله (?) الآخر يتلقّون من أسلم (?) وبذلك ارسلوا.

وقال: من ذاق حلاوة الطّاعة وصل إلى حضرة ربّه في ساعة.

وقال: من ادّعى في نفسه العظمة والكبرياء فلا فرق بينه وبين من قال: إنّي إلاه من دون الله، وكفى به كفرا.

وقال: شرط المحقّق أن يخاطب أهل كلّ مرتبة بلسانها لأنّ كلّ شيء عنده بمقدار، فلا يخاطب أهل الحديث بغير حديثهم، ولا أهل النّظر بغير نظرهم، ولا أهل الذّوق بغير ذوقهم.

وقال العارف الشعراني (?): طالعت كثيرا من كلام الأولياء، فما رأيت أكثر علما ولا أرقى شهدا من كلامه.

وكان يركب الخيل المسوّمة ويخرج من بيته بحومة عبد الباسط إلى الروضة ليلا فتفتح له الأبواب بنفسها ثمّ تغلق، فخرج الوالي ليلا فوجد باب زويلة مفتوحا فأراد ضرب البوّاب فقال له: يا سيدي، علي وفاء (?) كلّ ليلة يجيء فيشير إلى الباب فيفتح، فتارة أعلم فأغلقه، وتارة أنام. فقال الوالي: رجعت عن إنكاري عليه لبس السخاب، فإن من / تفتح له الأبواب لبس السخاب.

وأنكر عليه إبن زيتون الوزير وقال: ما ترك هذا لأبناء الدّنيا شيئا، فأين الفقر الذي هو شعار الأولياء؟ فالتفت إليه وقال: تركنا لكم ولأبناء الدّنيا خزي الدّنيا وعذاب الآخرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015