بالنّزول، فقالوا له: يا سيدنا، هل أتاكم وزير سيّدنا الأمير أبي حفص عمر هاربا ومعه خزنة من خزائن الأمير؟ فلك منه العطاء الجزيل، فقال لهم الشّيخ: ليس غير الله بمعط (?) ولا مانع والمال محفوظ، وها هو الوزير المذكور عندنا أتى (?) دخيلا على الله ونزيلا علينا، انزلوا يا فرسان على بركة الله وكلوا طعام الزّاوية، فأبوا أن يأكلوا الطعام، فقال لهم الشّيخ: ما لكم لا تأكلون من طعام البركة؟ فقالوا له: يا شيخ كيف نأكل الطّعام وعدو سيّدنا عندك؟ فو الله لا نأكل من طعامك شيئا إلاّ أن تمكّننا من عدوّ سيّدنا وما معه من أموال سيّدنا الأمير ونتوثّق منه، فقال لهم الشّيخ: ما سبب هذا الرّجل والأموال (?)؟ فقالوا له: (يا شيخ، هذا الرّجل) (?) كان عند سيّدنا وزيرا أعظم ووكيلا على خزائنه، ولا أحد أقرب منه عند سيّدنا ولسيّدنا الأمير بنت جميلة الصّورة، ما رأى الرّاءون / أحسن منها، فذات يوم من الأيّام طلب من سيّدنا الأمير أن يزوّجه بها، فأبى سيّدنا من ذلك، وقال له: يا جعفر إبنتي صغيرة السّنّ وتعزّ عليّ ولا نزوّجها لأحد هذه الأعوام، فعند ذلك اشتدّ غضب الوزير وطعن على خزائن سيّدنا، ورفع منها هذه الخزنة، ونحن نريد أن نأخذه هذه السّاعة ونرفعه لسيّدنا، فقال لهم الشّيخ: يا فرسان، الزّاوية زاوية الله، وزاوية الله ملجأ (?) الملهوف، وأنتم على بركة الله (?) (احترموا الزاوية واعتقوا هذا الملهوف الدّخيل لوجه الله تعالى) (?)، فقالوا له: يا شيخ كفّ عن هذا الخطاب، فو الله ثمّ والله، لو اجتمع أهل السّموات وأهل الأرض لم يمنعوه منّا بعد أن أوقعه الله في شباكنا، وأرادوا رفعه من الزّاوية كرها، وكان أولاد الشّيخ الثّلاثة بإزائه (?) وهم: سيدي محمد وسيدي عبيد الزّوّاي وسيدي يعقوب حاضرين للخطاب ومعهم جميع أهل الزّاوية عن آخرهم، ثمّ طال الخطاب بينهم، وغضب العمّال وهجموا على الزّاوية المذكورة ليأخذوه كرها، فقال لهم الشّيخ: ارجعوا لله (?)