ومن أجل أعيان وطن صفاقس الشّيخ الصّالح الجليل أبو إسحاق إبراهيم (?) بن أحمد بن علي بن سلم (?) الجبنياني البكري / من بكر [بن] (?) وائل من ربيعة، كان أبوه وجدّه (?) من اهل الخطط ومسجد إبن سالم وربعه بالقيروان مشهور، وكان جدّه علي بن سالم (104) من أهل العلم ومن أصحاب سحنون بن سعيد - رضي الله تعالى عنه - وهو ولد سحنون من الرّضاعة، أرضعته أمّ محمّد بن سحنون مع محمّد، ثمّ ولاّه سحنون قضاء صفاقس وسائر السّاحل فلم يكن يغمض عليه في أحكامه شيء.
فلمّا مات علي بن سالم (?) ولّى بنو الأغلب أبا العبّاس أحمد والد الشّيخ أبي إسحاق خراج إفريقية فتورّط معهم فيما هم بسبيله.
وكان من أهل الأدب والفهم، ثمّ ارتفع شأنه عندهم إلى أن صار في حدّ الوزارة والمشاورة، وكان إذا خرج إلى منازله خرج في عسكر كما يخرج الوزراء، وبين يديه وخلفه النّجائب.
وأبو إسحاق في ذلك غلام له معلّمان أحدهما يعلّمه القرآن والآخر يعلّمه العربية والشّعر في رفاهية من العيش. قال الشّيخ أبو القاسم اللبيدي - رحمه الله تعالى - وعليه أعتمد فيما أنقل من أمر هذا الشّيخ: ولقد عرّفني شيخ معمّر يعرفه في تلك الأيام أنّه رأى حوله خمسة عشر صقلبيا موكّلين بحفظه.
وسبب انقطاعه عن هذا الحال وزهده أنه كان إذا نزل والده بقرية جبنيانة في أيّام النّزهة (?)، يقيم بها الشّهر وأكثر منه.
وإلى جانب جبنيانة قرية يقال لها طرس أسباط بها شيخ معلم يعرف بابن عاصم وقد شهر بالعبادة والبكاء وإجابة الدعاء، وكان النّاس يتبرّكون بدعائه، وكان قد نفع