وأنشد الأريب الأديب الشّيخ أبو إسحاق الحاج الأبر إبراهيم الخرّاط أبقى الله مهجته وأحسن عاقبته في هذه الواقعة ما كتب على ضريح الحاج الأبر أبي (?) الثّناء محمود بن عمر، أحد الشهداء يومئذ - رحمه الله تعالى - هذه الأبيات:

[مجزوء الرّجز]

هذا الضّريح المشتهر ... فيه الشّهيد ابن عمر

محمود البرّ الذي ... طاف وحجّ واعتمر

ومات في معترك الك‍ ... فّار من غير مفر

وأربعون جاهدوا ... معه فماتوا عن أثر

يا ربّنا انفعنا بهم ... بجاه سيّد البشر

تاريخه في رابع ... من قرن ثالث عشر

وفي عشرين من محرّم سنة خمس ومائتين وألف (?) قدم أربع مراكب من أكبر ما يكون للبلنسيان وأربع غلايط / وأرسوا على البلد (?)، فاستعدّ النّاس لقتالهم وعمّروا الأناشيل الأربعة بالرّجال وآلات الحرب، وقبل إرسائهم قدم مركب من إسكندرية من جنس الفرنسيس فذهبوا إليهم وسألوهم عن سبب قدومهم فقالوا: فقدنا مركبين منّا أخذهما (?) المسلمون فقلنا: أخذوهم أهل هذه البلد لأنّ لهم سفنا يأخذون بها محاربيهم (?)، ونحن لهم حرب فلعلّهم أخذوا المركبين فقالوا: لعلّ غيرهم أخذهما (?)، أمّا هذه الغنائم التي عندهم فمن صنف غيركم، فلمّا نزل الفرنسيسيون أخبروا المسلمين بخبرهم، فلم يطمئن النّاس لقولهم وباتوا مرابطين، فما أصبح الصّبح إلاّ وقد أقلعوا منصرفين {وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً} (?).

ولمّا أعيت الكفرة الحيل ولم يقفوا على طائل من محاربة المسلمين بل وقعوا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015