خيوله الّتي استدعاها وجدوه في مكان وعر لا يمكنهم وصوله فساروا في ظلّ الكهف، وكلّما استرجعهم الخليفة لم يقبلوا فتفرّقت عساكر إبراهيم الشّريف، واختلّ (?) المصاف وأخذوا في القهقرى (?)، فازدحمت الأعراب على إمساك إبراهيم الشّريف إلى أن وقع في شعاب (?) يعسر الخلاص منها، فأحاطوا به فأيس من الخلاص، فقاتل بقدر الطّاقة فكبت به فرسه مرارا إلى أن مسكوه حيّا وساروا به لحاكم العساكر الجزائرية، فانهزم الباقي من عساكره، فقيّد ونصب عليه العسس في ثمانية عشر من ربيع / أوّل سنة سبع عشرة ومائة وألف (?)، فكانت مدّته ثلاث سنين وشهرين وخمسة أيّام.

ثمّ أخذوا طابعه وأرسلوه إلى أخيه محمّد ببرج الكاف على أنّه يأتي طوعا أو كرها (ويضاف إلى أخيه في قيد واحد) (?)، وكان بالبرج تسعمائة نفس فثبت البعض على القتال، وطلب البعض المسالمة، فلم ينفصلوا عن طائل، فقام السلاقجي أحمد (?) وكان رئيس القوم إذ ذاك فقال: من الرّأي أن نسير بأنفسنا ونشاهد إبراهيم الشّريف بأعيننا فإن كان محبوسا عندهم فما لنا إلاّ التّسليم، وإلاّ دافعنا عن أنفسنا، فسار ورجع عند الغروب، وأخبرهم بما عاين، فسلّموا (?) محمّد أخا إبراهيم الشّريف لطالبه، فلمّا وصل وضعوه في الأغلال مع أخيه إبراهيم، وأخرجوا جماعة العسكر من البرج بغير سلاح، ونهبوا ما فيه من سلاح وذخيرة طعام تكفيهم سنين متطاولة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015