منها ولم يذر، واغتصب عدّة صناديف بها آلات حرب (?) وطردهم (?)، فلمّا علم بذلك إبراهيم الشّريف ورآى تجرّؤ (?) خليل جمع جموعه ونصب ديوانا في شأن تعدي خليل، فكان إتفاق الدّيوان على المدافعة والذّبّ عن المال (?)، فتجهّز إبراهيم الشّريف للخروج على طرابلس لمقاتلة خليل باي، فقدم قهواجي عثمان من الجزائر يحرّضه على النّهوض لطرابلس، وأرسل عساكر الجزائر مركبين لإبراهيم الشّريف يطلبون منه الميرة لقحط بلادهم تلك السّنة، فتعلّل إبراهيم الشّريف باشتغاله بالسّفر وعدم حصول الذّخيرة، وأرسل لهم مائتي قنطار بشماطا، فلمّا جاءهم ذلك جمعوا ديوانا وقال حاكمهم: ألا ترون إلى إبراهيم الشّريف يعطي القمح للنّصارى ويمنع المسلمين فما يريد إلاّ توهين عساكر الجزائر ليتقوّى عليها، فخرج إبراهيم الشّريف إلى طرابلس في العشر الأواخر من جمادى الآخرة سنة ستّ عشرة ومائة وألف (?)، فالتقى الجمعان في إثني عشر من شعبان (?)، فلم تكن إلاّ ساعة وانهزم خليل باي وأخذ منه مدفعين (?) نحاس وثمان رايات وبغلين محملين (?) مالا، ومات من قوم خليل أزيد من ألف نفس وأسّر منه مثلها، وفرّ خليل هاربا فتبعته خيول إبراهيم / الشّريف فتنكّر ودخل المدينة خائفا من قومه حيث أوردهم هذه الموارد وما فعل بأهاليهم، ومكث إبراهيم محاصرا لهم (?) فضايق بالبلد أشدّ مضايقة فطلبوا العفو وبذلوا المال (?)، فأبى وامتنع، فتجدّد الحرب