بهم أغلقوا الأبواب دونه فقاتلهم حتّى كاد يفنيهم فاستأمنوه، فأظهر الأمن ثم نقض العهد ومسك منهم الشّيخ الإمام خطيب الجامع الأعظم أبا العباس أحمد بن إبراهيم الرمّاح، والشيخ أبا الحسن علي بن أحمد الغرياني، وحملهم أموالا عظيمة.

ثمّ استمرّ للجريد ورجع لتونس، وعقد ديوانا على السّفر للجزائر فامتثلوا أمره فأمر بتجهيز آلات الحرب وما يحتاجه من العساكر (?)، وتوجّه بذلك نحو قسنطينة ونزل بها، فخرج له أهلها وبايها علي خوجه بمحلّته واستنفر من حولها فجاء بجيش عظيم، فلمّا التقى الجمعان وقعت الهزيمة على علي خوجة سنة إثنتي عشرة ومائة وألف (?). وقتل من كان معه (?)، فأقام مراد باي على قسنطينة وحاصرها (?)، ثم أرسل لهم الأمان فلم يقبلوا لما يعلمون من عسفه وشدّة بطشه ونقمته، فاحتوى على القلعة الّتي بخارج البلد فنهبها وقتل جميع من بها، وأخذ منها ستّة مدافع نحاس فبعث بها إلى تونس، ثمّ هدّم القلعة، ثم أرسل إلى خليل، باي طرابلس (?)، مستنجدا به، فقدم عليه واجتمع معه على قسنطينة، فأكرم نزله وأعطاه فوق من كان يؤمل، وأحاطوا بالبلد من جميع جهاته، وطالت محاصرتهم له، إلى أن رفعوا عرض حالهم لعساكر الجزائر فتأهّبوا للخروج لدفع مراد باي / وجموعه عن قسنطينة وعزلوا الداي الذي كان سامعا ولم يدفع الضّرر عن رعيّته وولّوا دايا غيره، ولم يزل مراد على المحاصرة والمقاتلة إلى أن سمع بقدوم عساكر الجزائر، فتلقّاهم بعد محاصرة قسنطينة خمسة أشهر فسار ثلاثة أيّام متوالية من الزروق (?) إلى الغروب، فأتعب عسكره وانقطعوا ضجرا من السير ومع ما هم عليه ألزمهم المقاتلة رابع يوم، فأشار عليه بعض نصحائه بالإمهال لتحصيل راحة النّاس فلم يقبل، ورآى ذلك جبنا، فلمّا التقى الجمعان بالحجار الحمر كانت الهزيمة أوّلا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015