بالصّلح مع الأخوين فخرقهما وعزم على إخراج النّاس للقتال فتقاتلوا، فكان عدّة ما رمى به أهل تونس من المدافع سبعمائة.
وفي خامس (?) جمادى الأولى (?) رمى المحال على تونس بالبونبة من بعد العشاء أربعة وأربعين، ثم تمادوا على ذلك ليالي متعدّدة، فعظم الأمر في تقليد السّلاح بين الأزقّة والأسواق.
وفي ستّة عشر من الشّهر المذكور أخذ أمر تونس في الإنحلال، ومال النّاس للأخوين وأخذوا في الهروب، وشرع الأخوان في حفر الألغام من جهة سيدي عبد السلام، وفي إثر (?) ذلك جاءت أوامر من الأعتاب العثمانية لتونس، فلم يقدر أحمد شلبي على إدخالهم (?) لضيق الحال، فعقد أحمد شلبي ديوانا بجامع الزيتونة بالخاص والعام، وأظهر أوامر قرئت على رؤوس الإشهاد مضمونها الإذن باستقرار إفريقية تحت نظر أحمد شلبي ورفع يد الأخوين.
وفي أربع وعشرين (?) من جمادى الأولى أرسل أحمد شلبي الشّوّاش الواردة من الأعتاب العالية إلى المحال ليكفّوهم عمّا هم عليه، فلمّا وصلوا تلقّاهم قاره عبد الله من الأتراك وقال لهم: أرجعوا قد علمنا ما جئتم به، فرجعوا إلى تونس، ثم تزايد المدد من الجزائر بحرا (?) وبرا فهرب من تونس خلق كثير ووردت لتونس مراكب بالقمح فتلقّاها الأخوان وأخذا ما فيها فضاق حال تونس.
وفي ثمانية من رجب هرب أولاد سعيد فنهب النّاس بيوتهم، ثم تتابع النّاس بالهروب وتسارعوا لتلقّي الأخوين من ربط بني حمّاد ووضعوا لهم السلالم (?) وأدخلوهم الرّبط ووقع الإختلال / في مواضع كثيرة وإنحل العقد واتسع الخرق وأدخلوا أصحاب