وفي أحد عشر من شعبان (?) دخلت محلّة تونس لتونس على عادتها، وفي ذلك اليوم جاء الخبر لتونس أنّ بعض رؤساء علي باي (?) دخل باجة وهربت النّوبة منه في الحصار ووقع بينهم القتال، ومحال الأخوين إذ ذاك بالكاف، ومن الغد أرسل أحمد شلبي خلف الحاج حسين آغة الّذي كان بالمحلّة فقتله وقتل معه جماعة كبيرة منهم مصطفى سبنيور وكان شاويش الدّيوان، قيل كانت أحواله غير مرضيّة حتّى إنّه لمّا أراد طاباق [وضع] (?) الرّمية / على أهل تونس وهربوا لجامع الزّيتونة دخل عليهم بنعله إلى المحراب.

وفي منتصف شعبان (?) أخذ أحمد شلبي كاهية باجة وفيّأ دورها وأسواقها وقتل منها جماعة، ثمّ إنقلب هاربا لتونس.

وفي عشرين منه (?) ورد الأخوان لباجة وحازوها وأنزلوا الترك الّذين كانوا بحصارها على الأمان، وهم خمسمائة رجل، وعيّنوا لهم أخبية وأضافوهم إلى عسكرهم، وعقدوا ديوانا على أنّ بقطاش [خوجة] (?) يكون دايا، فلمّا سمع أحمد شلبي عقد ديوانا بباب القصبة ومعه الباشا والعلماء والعسكر بجميع طبقات الدّيوان وأهل المدينة والرّبطين (?)، وقام أحمد شلبي وخاطب النّاس خطابا عامّا وقال لهم: إنّ هؤلاء القائمين عليكم وعلى أولادكم وأموالكم (?) لا يخفاكم ما هم عليه من الجور فما نظركم؟ فكان الجواب من الخاص والعام على كلمة واحدة: أنا نحارب على بلادنا وأولادنا وطاعتك إلى أن نفنى جميعا، وقرأوا فاتحة الكتاب، وحضر ذلك الموطن ثلاثة شوّاش كانوا قدموا من الباب العالي - حفظه الله -.

وفي ذلك اليوم بنوا باب سيدي قاسم الجليزي، وباب سيدي علي القرجاني، وباب البنات، وباب قرطاجنة، وباب أبي سعدون، ورتّبوا على كلّ باب نوبة من الترك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015