أشجارها، وكاد أن يستولي عليها. فأتاه الخبر أن أخاه في جمع بازاء جربة، فاستدركه خوفا من دخوله الجريد، فتوجّه نحوه ففرّ أمامه ودخل الرّمل وفاته لحوقه فخلّص مجباه وأخذ في رجعته على طريق صفاقس، فشنّ غارته عليها، فرعب أهلها، وأخذ جماعة منهم وقد خرجوا لبساتينهم على غفلة، ثمّ عفا (?) عنهم ولم يهرق منهم دما.
ثمّ أرسل محلّته لتونس سنة تسعين وألف (?)، وسار هو بمن معه من الأعراب والصبايحية إلى ناحية الغرب لمّا بلغه / رجوع أخيه إلى هنا لك، وخرجت طائفته وامتدت في البلاد [لخلاص] (236) مجباها وهو مقيم [بعساكره] (?) من ناحية الحدادة لئلاّ يأتيه من قبل أخيه شيء.
وأتاه الخبر أنّ أهل توزر اختلفوا عليه وأنّ أخاه ابتنى بها حصارا عظيما، فبعث إليهم جماعة من الصّبايحية، ثمّ وجّه لهم محلّة الشّتاء مع خليفته القائد مراد، وانتصر القائد مراد، ونزل العسكر على البرج (?) وجعلوا متاريس، وحفروا لغما فهدّموا منه جانبا ودخله العسكر بالسّيف، فجاءت الأخبار [بأخذه] (236) لتونس فرحل علي باي إلى الجريد فكمّل مجباها، ورحل (?) لناحية المغرب بعساكره أوّل سنة إحدى وتسعين وألف (?)، فأقام مقابلا لأخيه لئلاّ يحدث شيئا في البلاد، وأقام (?) بمن معه من العرب ومحلّة الترك في ناحية الزوارين (?) وبعث إلى محلّة الصّيف، فخرجت له قبل أوانها، والتقت (?) المحلّتان هنا لك، ودفع لهم مرتّباتهم في المحلّة لمّا اشتكوا الضعف.
وعزم في وجهته هذه هلى منازعة بلد الكاف، فبعث إلى تونس في طلب المدافع، ثم قرب إلى بلد الكاف بجموعه فوقعت الحرب بينهم أيّاما.
وفي أوّل ربيع الثّاني (?) من السّنة المذكورة استنفر الدّاي العسكر بالأمر الشّديد وبعث إلى الكاف نصرة، وجاء الخبر إلى تونس أنّ الحرب وقع بين أهل الكاف وعلي باي يوم الجمعة في ستة وعشرين من ربيع الثّاني، وأنّه غزا (?) على أخيه يوم الأحد