وفي سنة ثمان وخمسين وثمانمائة (?) أمر السّلطان بتجديد دار السّعادة العتيقة بقرب الجامع الّذي أنشأه السّلطان بايزيد (?) خان، وهي أول دار أنشأت الملوك العثمانية في مدينة القسطنطينية.
وفي سنة إحدى وستّين وثمانمائة (?) غزا السّلطان محمّد بلاد مورة فافتتحها وأسكن فيها طائفة من العرب، ثم غلب عليها الروم فتنصر جماعة منهم ورحل جماعة أخرى، ثم عاد السّلطان لما بلغه ذلك وافتتحها، وإفتتح نحو ستين قلعة لم يدخلها مسلم قط، وبالجملة لم يبق في بلاد مورة حصن إلاّ فتحه (?).
وفي هذه السّنة خاف على نفسه السّلطان محمّد، صاحب سناب الأمير قزل (?) (أحمد بن السفنديار بن بايزيد) (?) ولحق إلى سلطان العجم حسن بيك الطّويل لينجده ويحرّكه على المسير إلى السّلطان محمّد /، فلمّا بلغ السّلطان ذلك سار إلى بلد (?) السّفنديار (?) واستولى على مدينة قسطموني وعلى سناب وعلى قلعة قطرة بوزون (?) ثم توجّه إلى بلاد الكرج، فعاث عسكره فيها وغنموا منها شيئا كثيرا.
وفي سنة خمس وستين وثمانمائة (?) جهّز السّلطان من جهة البحر عمارة عظيمة إلى فتح جزيرة مدلو وكان قد كثر الضّرر منها للمسلمين في البحر فضبطوا جميع الجزيرة وصيّروها دار إسلام، وشحنوها بالمسلمين.
وفي سنة نيف وسبعين وثمانمائة غزا السّلطان بلاد بوسنة بعسكر كثير، وقاتلهم أشد القتال، واستولى على عامّة بلادهم، وجعلها دار إسلام، ولم يقم بها للكفار بعد ذلك قائم، ثم بعد ما مهّد أمور تلك البلاد صرف عزيمته إلى فتح بلاد أرنؤود (?) وهم صنف من النّصارى يصبرون على المحن، ويتكلّفون الأعمال الشاقة، قيل أصلهم من عرب