وورد عليه صهره القليعي (?) وهرب به إلى القيروان.
ومن ثمّ احتال (?) حتى ذهب لبرّ النّصارى ليأتي / بعمارة لأخذ المهديّة.
قيل السّبب في جلب العمارة للمهدية أنه لما جاء بالعمارة لتونس، وطلب من المهدية مالا ليدفعه للنّصارى، بعث ولده لهم لذلك، وكانت المهدية أيسر بلاد افريقية، فلمّا وصل الولد للمهدية أنزل بدور بعض كبرائهم، فاجتمع على سيدي علي المحجوب - رحمه الله تعالى - وكان يعرفه فسأله عن السّبب الحامل له على القدوم للمهدية فعرّفه بطلب المعونة ليدفعوا للنّصارى ما عليهم من المال، فقال له الشّيخ: لا تسألهم شيئا فإن النّاس متغيّظون عليكم من أجل استعانتكم بالكفّار، وانج بنفسك قبل أن يسعوا في قتلك، فخرج فارّا وعرّف أباه بحقيقة الحال، فحقد عليهم، وأظهروا له العداوة والعصيان كغيرهم من البلاد، فجاء بالعمارة للمهديّة وقاتلهم، وفي هذه الوقعة قتل سيدي علي المحجوب - رحمه الله تعالى - وكذا الحسن مات بالبحر فأنزل للبر، وجيء به للقيروان فدفن بها، وأنشد بعض أدباء المهديّة قصيدة في مجيء العمارة وأخذهم المهديّة، ولا بدّ من ايرادها وإن كان فيها طول لاشتمالها على بيان القضية وما فيها من الغرائب وهي هذه (?):
[بسيط]
وقفت تنشد رسم الدار محترقا ... على الحبيب فقال الرسم ما الخبر
لا علم عندي إلاّ كنت تنصرهم ... بجمع شمل فيأوي ظله البشر
كما الملوك فكل الناس يرقبهم ... مثل الهلال هلال الفطر ينتظر
نلت السلو عن الأحباب منك جفا ... تنسى عهودهم والحق تذّكّر