القاضي فأوصوه فنسي وأخبره، فازداد مرضه، وتوفي يوم الأحد رابع عشر جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وستمائة (?).
ونقل عن الشّيخ أبي محمد عبد الواحد الغرياني أنه أخبره من يثق به أن عادة الموحدين (?) قديما بتونس أنهم لا يولّون القضاء أكثر من عامين عملا بما أوصى به عمر ابن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - حين كتب عهده أنه لا يلي عامل أكثر من عامين وأيضا فإنهم يرون أن القاضي اذا طالت مدة قضائه اتخذ الأصحاب والإخوان، واذا تيقّن العزل فلا يغتر، وأيضا فإن الحال اذا كانت هكذا ظهرت مخايل المعرفة بين الأقران، وكثر فيهم القضاة بتدربهم على الوقائع، فيبقى الحال معروفا محفوظا، بخلاف ما اذا استبد الواحد بالعمل لم يقع تناصف ولم يحصل لمن بعده النفوذ لا ياسهم من الولاية إلاّ بعد مشقة.
وفي ثاني صفر من سنة سبعمائة (?) توفي الشّيخ الفقيه النّحوي أبو زكرياء اليفزني (?) كان تلميذ ابن عصفور وخليفته في فنّه.
وفي شهر جمادى الأولى من سنة ست وسبعمائة (?) سافر شيخ الموحدين أبو يحيى / زكرياء بن أحمد اللحياني بالعساكر إلى جربة برسم خلاصها من أيدي النّصارى، فقاتل القشتيل (?) شهرين (?)، ولما عجز عنه رحل إلى قابس (?) وانتهى إلى توزر، وأعانه على الخدمة أحمد بن محمد بن يملول مخدوم التجاني صاحب الرّحلة،