وفي سنة أربع وثلاثين وستمائة (?) ذكر المولى أبو زكرياء نفسه في الخطبة بعد ذكر الإمام المهدي مقتصرا عليه، وبويع البيعة الثانية التّامة التي لم يتخلّف فيها أحد من الناس، ولم يتسم بأمير المؤمنين.

وبايعه أهل بلنسية في رابع محرّم فاتح سنة ست وثلاثين وستمائة (?)، ولما وقعت عليهم وقعة كبيرة، وضيّق عليهم / العدو أنشده ابن الأبّار بين يديه قصيدة منها بيتان (?) وهما:

[بسيط]

أدرك بخيلك أرض الله أندلسا ... إن السبيل إلى منجاتها اندرسا

وهب لها من عزيز النّصر ما التمست ... فلم يزل منك عز النّصر ملتمسا

فعاجلهم المولى أبو زكرياء في الوقت بما أمكنته المبادرة إليه من طعام وإنعام، وكانت قيمته مائة ألف دينار، فأعجل تغلّب الرّوم عليها عن تمام نصرته لهم.

وفي العام المذكور تجهّز المولى أبو زكرياء من تونس يؤم بلاد زناتة بالمغرب الأوسط فسار إلى بجاية، ثم ارتحل إلى الجزائر فافتتحها وولى عليها من قبله، ثم نهض إلى بلاد مغراوة، فأطاعه بنو منديل وتجاهر بنو توجين بالخلاف، فأوقع بهم وقبض على رئيسهم عبد القوي بن العباس (?) واعتقله وبعثه إلى تونس، وأقبل راجعا إلى حضرته، وعقد في رجوعه على بجاية لابنه الأمير أبي يحيى وأنزله بها.

وفي يوم الخميس الثاني لشهر رجب من سنة ثمان وثلاثين وستمائة (?) كتب المولى أبو زكرياء صاحب تونس عهده لولده الأمير أبي يحيى زكرياء صاحب بجاية وخطب له على جميع بلاد افريقية.

وفي شهر شوال من سنة تسع وثلاثين وستمائة (?) تحرك الأمير أبو زكرياء صاحب تونس إلى تلمسان في جيش جملته أربعة وستون ألفا من الفرسان فحاربها حتى أخذها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015