فانهم يشاطرون في أموالهم، وتسلّم عبد المؤمن تونس، وأخرج ابن خراسان من يومه فمات في الطريق» (?).

«ثم ان (?) عبد الله بن عبد المؤمن لما فعل به أهل تونس ما فعلوا حين نزل عليهم قبل هذا حلف أن يدخلها بالسّيف، ويقتل جميع من تقع عينه عليه من أهلها فأمر النّاس في هذه الخطرة أن يدخلوا دورهم ولا يخرج أحد حتى يسمع النّداء فدخل عبد الله البلد وسيفه في يده فلم يلق الاّ شيخا قتله وانصرف وقد برت يمينه (?) ومنع العسكر من الدّخول.

وأقام (?) عليها ثلاثة أيّام، وعرض (?) الاسلام على من بها من اليهود والنّصارى فمن أسلم / سلم، ومن امتنع قتل.

ثم ارتحل (?) إلى المهديّة وخلّف بتونس أبا محمد عبد السلام الكومي ومعه أشياخ من الموحّدين لاستخلاص الأموال من أهل تونس فوقع البحث عن أموالهم ودخلت دورهم فحمل جميع ما فيها وبيع ما أمكن بيعه من رباعهم وأملاكهم وخرج الأمناء إلى سائر بلاد افريقية لمشاطرة الرّعيّة في جميع ما بأيديهم حتى لم يبق من افريقية بقعة الاّ عمّها ذلك» (?) (وقيل أقام أهل تونس بها بأجرة تؤخذ من نصف مساكنهم) (?) «وسار عبد المؤمن (?) منها إلى المهديّة والأسطول يحاذيه في البحر فوصل إليها ثاني عشر رجب ضحوة يوم الأربعاء وكان حينئذ بالمهديّة أولاد (?) ملوك الافرنج وأبطال الفرسان، وقد أخلوا زويلة، فدخل عبد المؤمن زويله وامتلأت بالعساكر والسّوقة، فصارت مدينة معمورة في ساعة واحدة، ومن لم يكن له موضع من العسكر نزل بظاهرها، (وانضاف إليهم من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015