فلمّا كانت سنة احدى وخمسين وخمسمائة (?) يسّر تعالى خلاص معظم البلاد، فأول ما أنقذ من بلاد افريقية صفاقس (?)، فأظهروا مخالفة الكفار، وتبعهم النّاس، وخالفت جربة وقرقنة وطرابلس وقابس وغيرها، وكيفية اظهار صفاقس الخلاف أن لجار - لعنه الله - لمّا تغلّب على البلاد طلب الرّهائن من البلدان فمن جملة رهائن صفاقس الشّيخ الولي الصالح العالم سيدي أبو (?) الحسن علي الفرياني، بعد ما طلبوه أن يكون هو مقدم البلاد، فادّعى العجز، وأقيم ولده الشيخ سيدي عمر - رحمه الله - فجعل مقدما، «ولمّا أرادوا الخروج لصقليّة قال الشيخ أبو الحسن (?) لولده: «يا بني أنا كبير السنّ / وقد قرب (?) أجلي، فمتى أمكنتك الفرصة في الخلاف على العدو فافعل ولا تراقبهم ولا تنظر الي فاني أقتل، وأحسب أني قد متّ. فلمّا وجد الشّيخ عمر فرصة دعا أهل المدينة إلى مخالفة الافرنج وجميع النّصارى، وقال: ليطلع منكم جماعة إلى السّور، وجماعة إلى مساكن الافرنج والنّصارى، جميعهم وليقتلوهم، فقالوا له: إن الشيخ والدك نخاف عليه، فقال: هو أمرني بهذا، واذا قتل بالشيخ ألوف من الأعداء فما مات، فلم تطلع الشّمس حتى قتل الافرنج عن آخرهم، وكان ذلك أول السّنة المذكورة، (وذلك أوائل يناير) (?) (وما قاموا عليهم حتى جعلوا صهريجا تحت الأرض شرقي المسجد الأعظم (?) في صورة مخزن للماء، وصاروا كل ليلة ينزلون إليه لعمل السّلاح، والى الآن يسمّونه ماجل الصّاغة، وكان بابه مكشوفا، فلمّا أحدثوا السّاباط الشّرقي (?) من المسجد للموازين، وجعلوا هناك حانوتا صار بجانبه، وهو تحت الطّريق