فلمّا استولى عبد المؤمن على بجاية فرّ يحيى بن العزيز في البحر، وكان مراده التّوجه إلى برقة والنّفوذ من ذلك إلى بغداد لعلمه أن الخليفة العبيدي بمصر ينقم عليه (?) الخلع الأول، فلمّا وصل إلى بونة جعل الحارث يتأفّف منه ويؤنّبه على اهمال الملك فخرج منها يحيى إلى قسنطينة وبها اذ ذاك أخوه الحسن بن العزيز فأكرمه الحسن وتخلّى له عن الأمر فأقام بقسنطينة أياما يعمل رأيه إلى أن أناب الطاعة، ودخل في ولاية الموحدين، ووصل إلى الخليفة فأكرمه وأنزله مع ابن عمّه الحسن بن علي.
ثم كانت لعبد المؤمن على العرب الوقيعة المعروفة بوقيعة سطيف (?) هزم فيها طوائفهم، وطلع إلى الحضرة بجميع من حكم عليهم ومن جملتهم الحسن ويحيى فأسكنا في مرّاكش في مساكن حسنة ورفاهية ورزق جار، فلمّا كانت سنة ثمان وأربعين (?) وصل الخليفة إلى سلا (?) واستصحب يحيى معه فأسكنه بها / في قصور بني عشرة (?) وأقام بسلا (62) إلى أن مات هنالك ودفن في مقابرها الجوفية مما يلي البحر.
وأما الحسن فانه أقام بمرّاكش إلى أن عاد عبد المؤمن إليها وجعل يغريه بالحركة إلى افريقية ويحضه على استنقاذ المهدية من أيدي النّصارى» (?).
«ولمّا استقر جرجير (?) بالمهديّة سير أسطولا، بعد أسبوع، إلى مدينة صفاقس (?)، وسيّر أسطولا آخر إلى مدينة سوسة. قال التّجاني (?): «أما سوسة فان أهلها سمعوا خبر المهديّة، وكان واليها علي بن الحسن بن علي الأمير، فخرج إلى أبيه