وتوفي سنة أربع وعشرين وخمسمائة (?)، «ودفن في الجبل، وقبره هناك مشهور يزار» (?)، «وكانت مدّته (?) من حين بويع تسع سنين» (?) وكان «حصورا لا يأتي النّساء» (?) ومات ولم يبلغ أربعين سنة.
قال في حقّه صاحب «المعرب في أحوال المغرب» (?):
[وافر]
آثاره تنبيك عن أخباره ... حتى كأنّك بالعيان تراه
قدم في الثّرى وهمّة في الثّريا، ونفس ترى (?) إراقة ماء الحياة دون إراقة ماء المحيا، وكان قوته كلّ يوم رغيفا من غزل أخته بقليل زيت أو سمن، ولم ينتقل عن هذا حين كثرت عليه الدّنيا، ورأى أصحابه يوما وقد مالت نفوسهم إلى كثرة ما غنموه، فأمر بضمّ ذلك جميعه وأحرقه وقال: من كان يبتغي الدّنيا فما له عندي إلاّ ما رأى، ومن يبتغي (?) الآخرة فجزاؤه على الله تعالى. وكان مع خمول زيّه وبسطة [مهيبا] (?) وجهه منيع الحجاب [الا] (?) عند المظلمة (?) وكان يتمثّل بقول المتنبي:
[وافر]
إذا غامرت في شرف (?) مروم ... فلا تقنع بما دون النّجوم
فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم (?)