في الشّرع (?) ولا يقنع في أمر الله بغير اظهاره. وكان مطبوعا على الالتذاذ بذلك محتملا للأذى من الناس بسببه، وناله بمكّة شيء من المكروه بسبب ذلك، فخرج منها إلى مصر وبالغ في الانكار، فزيد (?) في أذاه، وطردته الدّولة، وكان إذا خاف من البطش وايقاع الفعل [به] خلط في كلامه فينسب إلى الجنون / فخرج من مصر إلى الاسكندرية، وركب البحر متوجّها إلى بلاده، وكان قد رأى في منامه وهو في بلاد المشرق كأنه شرب البحر جميعه كرّتين، فلمّا ركب في السّفينة شرع في تغيير المنكر على أهل السّفينة، وألزمهم باقامة الصّلاة وقراءة أحزاب من القرآن، ولم يزل كذلك حتى انتهى إلى المهدية (?)، فنزل بمسجد معلّق على الطريق (?) فجلس في طاق شارع إلى المحجة ينظر إلى المارّة فلا يرى منكرا من آلة الملاهي أو أواني الخمور إلاّ نزل عليها وكسّرها، فتسامع النّاس به في البلد، فجاءوا إليه، وقرأوا عليه كتبا من أصول الدّين، وبلغ خبره الأمير يحيى (بن تميم بن المعز بن باديس) (?) فاستدعاه مع جماعة من الفقهاء، فلمّا رأى سيمته وسمع كلامه أكرمه وأجله وسأله الدعاء، فقال له: أصلحك الله لرعيتك، ولم يقم بعد ذلك بالمهدية إلاّ أياما يسيرة، وقيل كان دخوله المهدية في مدة علي بن يحيى بن تميم بن المعز، ثم انتقل إلى بجاية فأقام بها مدة وهو على حاله بالانكار، فأخرج منها إلى بعض قراها واسمها ملاّلة، فوجد بها عبد المؤمن (?).

وفي «كتاب المعرب (?) عن سيرة [ملوك] المغرب» أن محمد بن تومرت كان قد اطّلع على كتاب علوم يسمّى «الجفر» (المأثور عن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -) (?) وأنه رأى فيه صفة رجل يظهر بالمغرب الأقصى ببلاد السوس (وهي بلاد المترجم) (?) من ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، / يدعو إلى الله تعالى، يكون مقامه ومدفنه بموضع من المغرب يسمّى باسم هجاء حروفه (ت ي ن م ل) (وذلك لأن هذا الموضع بين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015