جمعا - إلى وهران، فوصلوها في السادس (?) والعشرين من شهر رمضان، ومقدمهم الشيخ أبو حفص عمر بن يحيى صاحب المهدي، فكمنوا (?) عشيّة وأعلموا بانفراد تاشفين في ذلك الرّباط، فقصدوه وأحاطوا به، وأحرقوا بابه، فأيقن الذين فيه بالهلاك، فخرج تاشفين راكبا فرسه، وشدّ الركض عليه ليثب الفرس فوق النّار وينجو، فترامى الفرس بالرّوعة، ولم يملكه اللّجام حتى تردّى في جرف هناك إلى جهة البحر على حجارة في وعر، فتكسر / تاشفين وهلك في الوقت، وقتل الخواص الذين كانوا معه، وكان عسكره في ناحية أخرى ولا علم بما جرى في الليل.
وجاء الخبر بذلك لعبد المؤمن، فوصل إلى وهران، وسمّي ذلك الموضع الذي فيه الرّباط «صلب الفتح»، من ذلك الوقت نزل عبد المؤمن من الجبل إلى السّهل، ثم توجّه إلى تلمسان، ثم توجّه إلى فاس فحاصرها، وأخذها في سنة أربعين وخمسمائة (?)، ثم قصد مرّاكش في سنة إحدى وأربعين (?) فحاصرها أحد عشر شهرا، وفيها اسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين، فأخذها، وقد بلغ القحط من أهلها الجهد، وأخرج إليه اسحاق بن علي ومعه سير بن الحاج (?)، وكان من الشجعان وخواص دولتهم، وكانا مكتوفين، واسحاق دون البلوغ، فعزم عبد المؤمن أن يعفو عن اسحاق لصغر سنّه فلم يوافقه خواصه، وكان لا يخالفهم، فخلى بينهم وبينهما فقتلوهما، ثم نزل عبد المؤمن في القصر، وذلك في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة (?)، وانقرضت من العدوة دولة بني تاشفين ملوك لمتونة الملثمين» (?).
«وانما (?) سمّوا ملثّمين لأنهم قوم يتلثّمون ولا يكشفون وجوههم، وذلك سنّة لهم يتوارثونها خلفا عن سلف، وقيل سمّوا ملثّمين لأن حمير الذين هم أصلهم، كانت تتلثّم