التّحول إلى برّ العدوة بأهله وماله، فان فعل ونعمت، وان (?) أبى فنازله فلمّا عرض عليه سير (91) بن أبي بكر لم يعطه جوابه، فنازله وحاصره أشهرا ثم دخل عليه البلد قهرا واستخرجه من قصره قسرا، فحمل إلى العدوة مقيّدا، فأنزل / بأغمات وأقام بها على أسوإ حال إلى أن مات، ولم يعتقل من ملوك الأندلس سواه، وتسلم سير (?) بن أبي بكر الجزيرة كلّها واستحوذ عليها» (?).

(وقيل ان الأمير يوسف بن تاشفين عاد إلى الأندلس بعد غزوة الزلاّقة مرة أو مرتين (?)، وأنه أخذ البلدان بنفسه وأن سير (91) بن أبي بكر هو الذي استخرج ابن عباد آخر الأمر) (?).

وفي سنة [أربع] وستين وأربعمائة (?) نزل يوسف على مدينة فاس، وكانت اذ ذاك من قواعد بلاد المغرب العظام، فضيّق على أهلها ثم أخذها فأقر العامة بها ونفى (?) البربر والجند، بعد أن حبس بعضهم وقتل بعضهم، فعند ذلك قوي شأنه، وتمكّن بالمغرب الأقصى والأدنى سلطانه، مع ما صار بيده من بلاد جزيرة الأندلس.

وكان حازما سائسا للأمور ضابطا لمصالح مملكته، مؤثرا لأهل العلم والدّين كثير المشورة لهم، ويحكمهم في بلاده ويصدر عن آرائهم. قيل إن الامام حجّة الاسلام أبا حامد الغزالي - تغمّده الله برحمته - لمّا سمع ما هو عليه من الصّفات الجليلة وميله إلى [أهل] العلم عزم على التّوجه إليه، فوصل الاسكندرية وشرع في تجهيز ما يحتاج إليه، فوصله خبر وفاته، فرجع عن ذلك العزم.

وكان يحب العفو والصّفح عن الذّنوب العظام، فمن ذلك أن ثلاثة أنفار اجتمعوا، فتمنّى أحدهم ألف دينار يتجر بها، وتمنّى الثّاني عملا يعمل فيه لأمير المسلمين، وتمنّى الثالث زوجة أمير المسلمين / يوسف وكان لها الحكم في بلاده،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015