السّكّة باسمها، وولّت وعزلت، وجعلت عزّ الدّين أيبك التركماني نائبا عنها وأتابك العسكر، وذلك بصفر سنة ثمان وأربعين وستمائة (?)، / وأطلقت لويس (?) ملك الافرنج بعد مراسلات كثيرة، واشترطت عليه أن يسلم دمياط للمسلمين ويحمل أموالا مقرّرة، وتوجّه إلى بلاده بعد أن أقامت دمياط بيد الافرنج أحد عشر شهرا وتسعة أيام، ثم تزوّجت بنائبها الأمير عزّ الدّين أيبك (?)، ثم اتفق رأي الأمراء أن يسلطنوا التّاسع من بني أيوب، وهو الملك الأشرف مظفر الدّين موسى ابن الملك الناصر صلاح الدّين، فجلس على سرير الملك يوم الأربعاء ثاني جمادى الأولى عام ثمانية وأربعين وستمائة (?)، وأشركوا إسمه مع إسم شجرة الدرّ على السكّة، ويعلّمان معا على المناشير وغيرها.
وفي ذلك الوقت عظم أمر المماليك البحرية (?) فتسلطوا على المسلمين وكان ألف مملوك تركي بالرّوضة، فكانوا يسبون الحريم، ويأخذون الأموال، وكان كبيرهم الفارس اقطاي الصالحي وكلّما طلب من الأموال أخذ من الخزائن حتى أقطع الاسكندرية بمفرده، وهاداه الأشرف المتقدم الذكر.
(وأول الأتراك زوج شجرة الدر أيبك المقدم الذكر) (?) وسبب توليه أن الأشرف عجز عن القيام بالملك لصغر سنّه، وبلغ أهل مصر قدوم التتار للبلاد فاتفقت الآراء على اقامة أيبك بمفرده، ولمّا تولى فرّ منه جماعة البحرية إلى الشّام (?).
ومن أعظم ملوك الأتراك رابعهم (?) الملك الظاهر بيبرس (?) فتح من بلاد الشّام ما بقي تحت يد الكفّار كقلعة بانياس ويافا وغيرهما نحو الخمسة عشر بلدا، وجميع حصون / الاسماعيلية فكانت فتوحات مشهورة، فلمّا كملت عدة الأتراك أربعا وعشرين في سنة أربع وثمانين وسبعمائة (?) وكان رابع العشرين الملك الصّالح حجي بن الأشرف