المسلمين عليهم، فتسلّمها منهم يوم الأحد ثامن عشر [جمادى أولى] عنوة (?)، وأسر من بقي فيها بعد القتل، ثم رحل عنها إلى صيدا (?) في يوم الأربعاء، وأقام عليها ريثما قرّر قواعدها، وسار حتى أتى بيروت فنازلها ليلة الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى وركّب عليها المجانيق، وداوم الزحف والقتال حتى أخذها في (يوم الخميس وهو التاسع) (?) والعشرين من الشهر المذكور وتسلم أصحابه جبيل (?) وهو على بيروت.
ولمّا فرغ؟؟؟ اله من هذا قصد عسقلان، ولم ير (?) الاشتغال بصور بعد أن نزل عليها، ثم رأى أن العسكر تفرّق بالساحل، وذهب كلّ واحد منهم يحصل لنفسه (محلا) (?) وكانوا قد ضجروا من القتال، وملازمة الحرب والنّزال، وكان قد اجتمع في صور من بقي في السّاحل من الافرنج فرأى أن قصده عسقلان أولى لأنها أيسر من صور، فنزل عسقلان يوم الأحد سادس عشر جمادى الآخرة من السنة (?)، وأقام عليها إلى أن تسلّم أصحابه غزة وبيت جبريل والنطرون بغير قتال. وكان بين فتح عسقلان وأخذ الافرنج لها من المسلمين خمس وثلاثين سنة، فإنهم كانوا أخذوها من المسلمين في السابع والعشرين من جمادى الآخرة / سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (?).
ولمّا تم تسلّم عسقلان والأماكن المحيطة بالقدس شمّر عن ساق الجدّ والاجتهاد في قصد القدس المبارك، واجتمعت إليه العساكر التي كانت متفرّقة في السّاحل فسار (?) نحوه معتمدا على الله تعالى مفوضا أمره إليه تعالى [منتهزا الفرصة] في فتح باب الخير الذي حث عليه صلّى الله عليه وسلم بقوله «من فتح له باب خير فلينتهزه فانه لا يعلم متى يغلق دونه» (?) وكان نزوله عليه يوم الأحد الخامس عشر من رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة (?).