مثل النار، فقلت لك: اشتره لعلّ يذهب ما في قلبي فلم يذهب، فقالت لي نفسي:
أريد أن أراه كل يوم، فأمرتك باحضاره، فلمّا كان تلك الليلة ما تركتني أنام وبقيت أنا واياها في حرب إلى وقت السّحر، فهممت أن أفتح باب البرج وأصعده فكشفت رأسي وقلت: إلاّ هي! محمود عبدك يختم أعماله بمثل هذا، فسمعت هاتفا يقول: قد كفيناك / أمره فعلمت أنه قد حدث عليه حادث، ثم قدم سهيلا وأحسن إليه» اهـ.
«واعلم أن العبيديين الشّيعة ملوك مصر لما أفضت دولتهم إلى أبي العباس أحمد المنعوت «بالمستعلي» بن المستنصر بن الظاهر بن الحاكم بن العزيز بن المعزّ» (?) - الذي كان انتقل من المغرب إلى مصر - «وكان المستعلي ولي الأمر بعد أبيه بالدّيار المصرية والشامية [وفي أيامه] (?) اختلت أحوالهم، وضعف أمرهم، وانقطعت من أكثر مدن الشّام دعوتهم، وانقسمت البلاد الشّامية بين الأتراك والافرنج - خذلهم الله تعالى - فانهم دخلوا الشّام ونزلوا على انطاكية في ذي القعدة سنة تسعين وأربعمائة (?). ثم تسلّموها في سادس عشر من رجب سنة احدى وتسعين وأربعمائة (?)، وأخذوا بيت المقدس سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة (?) وأخذوا معرّة النّعمان في السّنة المذكورة وكان الافرنج أقاموا على بيت المقدس نيّفا وأربعين يوما [قبل أخذه وكان] (?) أخذهم لها ضحوة يوم الجمعة،