وأتباعه الأعمال واستنوب (?) لكل ناحية من يعلم كفايته وشهامته، وضمّ إلى كل واحد منهم جمعا كثيرا من الجند وأرباب السّلاح.
ثم جهّز أبا الحسن جوهر (?) القائد، ومعه جيش كثير (?) لفتح ما استعصى عليه من بلاد المغرب، فسار إلى فاس، ثم منها إلى سجلماسة ففتحها، ثم توجّه إلى البحر المحيط وصاد من سمكه وجعله في قلال الماء، وأرسله إلى المعزّ، ثم رجع إلى المعزّ (?) ومعه صاحب فاس [أحمد بن بكر] (?) وصاحب سجلماسة [ابن واسول] (?) أسيرين في قفصي (?) حديد، وما رجع [إلى المعزّ] حتى وطّد له (?) البلاد (وطوّع العباد من باب المهديّة إلى البحر المحيط، من أقصى المغرب / وإلى أعمال مصر من المشرق) (?). ولم يبق بلد من هذه البلاد إلاّ وقد أقيمت فيها دعوته (وخطبت في جميعها خطبته) (?) إلاّ مدينة سبتة، فانها بقيت لبني أميّة أصحاب الأندلس.
ولمّا وصل الخبر إلى المعزّ بموت كافور الإخشيدي صاحب مصر (واشتغال بني العباس بقتال الديلم) (?) تقدم المعزّ إلى القائد جوهر ليتجهز إلى الخروج إلى مصر، فخرج أولا إلى جهة المغرب لاصلاح أموره (?)، وكان معه جيش عظيم، وجمع قبائل العرب الذين يتوجّه بهم إلى مصر، وجبى القطائع التي كانت على البربر، فكانت خمسمائة ألف دينار.