المسلمين منهم. وكان ينكر على من يخرج من القيروان إلى سوسة أو نحوها من الثّغور ويقول: جهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك. قال أبو بكر المالكي (?) لم يكن في وقته - رحمه الله - أكثر اجتهادا منه في مجاهدة عبيد الله الشّيعي، فسلّمه الله - عزّ وجلّ - منه قال: واتّصل به أن بعض أهل القيروان خرجوا ليتلقوا عبيد الله الشّيعي تقية من شرّه ومداراة له فقال جبلّة بن حمود: اللهم / لا تسلم من خرج يسلم عليه، واغتمّ لذلك غمّا شديدا فلمّا انتهوا إلى وادي أبي كريب جرّدوا وأخذت ثيابهم، فلمّا عرّفوا جبلة بذلك قال ما غمّني فيهم الا رجل واحد (?) هو حماس بن مروان القاضي.
ولمّا دخل عبيد الله القيروان «دعي له بالخلافة على منابر رقّادة والقيروان يوم الجمعة لتسع بقين من ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين» (?) بعد رجوعه من سجلماسة (?) بالسين المهملة وسكون الجيم وفتح اللام والميم وبعد الألف سين مهملة وهاء تأنيث، وتقدم التّعريف بها صدر الكتاب.
ثم ان العبيديين لمّا استولوا على افريقية انضاف إليهم طوائف كثيرة من الشيع الغالبة قدموا عليهم من كل بلاد متوسلين إليهم بحب أهل البيت والتعصّب لهم حتى ولّوهم الولايات ورفعوا منازلهم، أظهروا مذهبهم الفاسد في سب الصّحابة - رضي الله عنهم - وتبديل الشرائع والاضرار بأهل السنّة، فمن المتعصّبين محمد بن عمر المروذي (?) القاضي، وعبد الله بن محمد بن أبي خنزير الكتامي وكان محمّد بن عمر المروذي القاضي معتقدا لمذهب الشّيعة معروفا بذلك، فلما دخل الشّيعي بادر إليه، ودخل في دعوته