وكانت ولادة عبيد الله سنة تسع وخمسين ومائتين (?) بالكوفة (?)، «وكان داعيته ببلاد المغرب أبو عبد الله بن أحمد بن زكرياء المعروف بالشّيعي، سمّي بذلك لأن الشّيعيّ هو المنتسب للشّيعة وهو من صنعاء اليمن، كان من الرّجال الدّهاة الخبيرين بما يصنعون» (?)، كان تعرّف بالحجاز بجماعة من كتامة وترأّس فيهم رئاسة دينية، وقرر عندهم مذهب الشّيعة، فغرّهم برأيه ومذهبه، ووعدهم الملك بالمغرب فاتّبعوه، فمن ثمّ كان أخصّ النّاس بدولة العبيديين، ثم لمّا تمكن من قلوب أولائك الكتاميين دخل معهم المغرب بلا مال ولا رجال بل بالوعد (?) والأماني، فلم يزل يسعى بالمغرب حتى استنزل زيادة الله آخر ملوك بني الأغلب، فهرب - حسبما تقدّم آنفا - ولمّا فرّ زيادة الله ومهّد قواعد البلاد أبو عبد الله الشّيعي أقبل المهدي من المشرق / متوجها إلى سجلماسة (?) فأحسّ به اليسع آخر ملوك بني مدرار (?) فمسكه واعتقله، ومضى إليه أبو عبد الله الشّيعي فأخرجه من الاعتقال، وفوض إليه أمر المملكة، وقيل إن أبا عبد الله الشّيعي لمّا سمع باعتقاله حشد جمعا كثيرا من كتامة وغيرهم وقصد سجلماسة لاستنقاذه، فلمّا سمع اليسع بقدومهم قتل المهدي، فلمّا دخل أبو عبد الله السّجن وجد المهدي مقتولا وعنده رجل من أصحابه كان يخدمه، فخاف أبو عبد الله أن ينتقض عليه ما دبّره من الأمر ان عرفت العساكر بقتل المهدي، فأخرج الرّجل وقال: هذا هو المهدي (?).
فمن هنا نشأ اختلاف كثير في نسب المهدي، وأهل العلم من المحقّقين ينكرون دعواه في النّسب حتى أن ابن طباطبا لما ملك المعزّ من العبيديين مصر كما يأتي - ان شاء الله - قال له: إلى من ينتسب مولانا؟ فقال: سنعقد مجلسا ونجمعكم ونسرد عليكم نسبنا، فلمّا استقرّ المعزّ بالقصر جمع النّاس في مجلس عام وجلس لهم فقال: هل بقي من