منهم] بالآخر، ثم اجتمعوا لحربه، وزحف إليه أهل بليرم في البحر فهزمهم واستباحهم (وملك بلدهم) (?) وبعث جماعة من وجوهها إلى أبيه، وفرّ آخرون من أعيانهم إلى القسطنطينية وآخرون إلى طرابنة (?) فأتبعهم وعاث في نواحيها، وتجهز سنة ثمان وثمانين ومائتين للغزو فغزا دمقش ثم مسينا فهدم سورها، ثم جاء في البحر إلى ريو (?) ففتحها عنوة، وشحن مراكبه بغنائمها، وجاء مدد القسطنطينية في المراكب فهزمهم، وأخذ لهم ثلاثين مركبا» (?).
ثم ان ابراهيم بن أحمد غلب عليه خلط سوداوي فتغيّر وأسرف في القتل، فقتل أصحابه وكفاته وحجّابه، وقتل ثمانية إخوة له صبرا بين يديه، وقتل بناته، ثم أظهر النسك (?) ومات لثمان بقين من شهر ربيع الأول (?) سنة تسع وثمانين ومائتين (?).
وولي بعده ابنه أبو العبّاس عبد الله بن ابراهيم على عهد المعتصم، فردّ المظالم وتنسّك ولبس الصّوف إلى أن قتل بتدبير ابنه زيادة الله (?)، وكان في سجنه وبادر بقتل من شاركه في دمه، وأظهر التبرّي منه، فعاقبه الله تعالى فلم يتمتّع بالملك، ولم يصف له بل خرج مهزوما ومات طريدا شريدا في البلاد بظهور بني عبيد الشّيعة، فلقيت جيوشه جيوشهم فلم تقم له قائمة ففرّ إلى المشرق (?) وترك البلاد، فاستولى عليها الشّيعة بعدما ملكها بنو الأغلب مائة سنة واثنتي عشرة سنة وعدّتهم أحد عشر سلطانا.