فلمّا مات طولي خان قام مقامه ولده هولاكو خان (?)، وكان هولاكو أحد الدّجّالين الموعودين في الأخبار النبويّة، وكان كبار المغولية من المجوس أضلّوه وأعادوه بعد الإسلام إلى الملّة المجوسية فمال إليهم وأراد قلب الملّة الإسلامية إلى المجوسية، - ملّة أجداده والعياذ بالله -، فأراد الخروج على جميع البلاد الإسلامية، وسلّ السّيف على جميعها، فلمّا جلس على سرير الملك، قصد بغداد، وتواترت عليه الرسل من العلقمي ويطمعه في ملك بغداد، ويطالعه بأخبارها، ويعرّفه بصورة أخذها (?) وضعف الخليفة وانحلال العسكر، وصار يحسن للمستعصم توفير الخزانة وعدم الصّرف على العسكر والإذن لهم بالتفرّق والذهاب أين شاؤوا / ويقطع أرزاقهم ويشتّت شملهم، بحيث أذن مرّة لعشرين ألف مقاتل أن يذهبوا أين أرادوا، ووفّر علوفاتهم للخزانة، وأظهر للمستعصم أنه وفّر من علوفاتهم خزائن أموال عظيمة توفّرت في بيت المال، فأعجب المستعصم رأيه وتوفيره وكان يحبّ المال ويجمعه وما علم أنه يجمعه لعدوّه فزحف هولاكو على بلاد الإسلام بعسكر جرّار، لا يعلم عدده إلاّ الله، وكان أقوى سلاطين الإسلام أولاد السلطان علاء الدين خوارزم شاه، وكان أبوهم يملك من العراق إلى بلاد المشرق، وكانت له قوّة وشوكة وعسكر وافر وجند متكاثر، فقاتلهم هولاكو مرارا وهو يكسّرهم إلى أن قتلهم هولاكو وبدّد ومزّق جنودهم (?) وخيولهم قتلا وأسرا، واستباح كثيرا من بلاد الإسلام، وأهلك من فيها بالقتل العام، وصار هولاكو يجول (?) الدّيار والمستعصم ومن معه في غفلة عنه لإخفاء ابن العلقمي عنه سائر الأخبار إلى أن وصل هولاكو إلى بلاد العراق، واستأصل من بها قتلا وأسرا، وتوجّه إلى بغداد، وأرسل إلى الخليفة يطلبه إليه، فاستيقظ الخليفة من نوم الغرور (?) وندم على غفلته حيث لا ينفعه الندم،