وامتلأت الأرض من هيبته، وكان ذا فكرة صائبة، وكانت أيامه من غرر الزمان) (?)، وكانت وفاته سلخ شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وستمائة (?).
وولّي بعده ولده محمد بن الناصر ولقّب الظاهر [بأمر] الله، بويع له بالخلافة يوم موت أبيه بعهد منه إليه، فأظهر العدل والإحسان، وأبطل المكوس، وكان العمّال يكيلون بكيل زائد للديوان على ما يكيلون به للناس، فأبطل الظاهر ذلك، وكتب إلى وزيره {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} (?) {الَّذِينَ إِذَا اِكْتالُوا عَلَى النّاسِ يَسْتَوْفُونَ} (?) إلى {يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} (?) فقال الوزير إن تفاوت الكيل يتوفر عليه ثلاثون ألف دينار، فأعاد الجواب إليه أنه يبطل ولو بلغ ثلاثمائة ألف دينار، وفرّق ليلة عيد النحر على الفقراء مائة ألف دينار، فلامه الوزير على ذلك، وقال: اتركني أفعل الخير فإني لا أدري كم أعيش فلم يلبث أن توفاه الله في رجب سنة ثلاث وعشرين وستمائة (?).
وولّي بعده ولده أبو جعفر المنصور بن الظّاهر، ولقّب «المستنصر بالله» (?) بويع له بالخلافة يوم موت أبيه، فنشر العدل وقرّب أهل العلم، وبنى المساجد والربط والمارستانات والمدارس، وهو الذي بنى المدرسة المستنصرية (?) ببغداد التي لم يبن مثلها