ورام هرمز وما والاهما (?)، فانتدب لقتاله الموفق (?)، وجمع العساكر والجنود، وخرج لقتال الزّنج فكانت الواقعة عليهم، فقتل كبيرهم يهبود واستراح منهم العباد واستردّ البلاد التي كانوا استولوا عليها، ورجع الموفّق مؤيدا منصورا ورأس ذلك الكافر ورؤوس كباره على الرّماح، فدعا المسلمون للموفّق وامتدحه الشّعراء، واستمرّ أخوه منهمكا، وجميع الأمور جارية على يد الموفّق بقلب منشرح، ثم وقعت بينهما وحشة، فكاتب المعتمد أحمد بن طولون صاحب مصر يستنجده على قتال الموفّق، فانتدب له وأرسل له العساكر، فجرت بينهم وبين عساكر الموفّق حروب وطالت على ذلك أعوام، وكان للموفّق ولد نجيب اسمه أحمد جعله ولّي عهده، واستعان به في حروبه ثم خشي منه على نفسه لقوة بطش الولد وبسالته، فأودعه بطن الحبس، ووكّل به من يثق به في أموره واستمرّ محبوسا إلى أن حضر أجل الموفّق فلمّا اشتدّ مرضه، وتحقّق غلمانه موته بادروا إلى الحبس وكسروه، وأخرجوا منه ولده أحمد وآووه ونصروه (?) ولقّبوه المعتضد بالله، وجاءوا به إلى والده الموفّق، فلمّا رآه أيقن بحلول الأجل وقال له: يا ولدي لهذا اليوم خبّأتك، وفوّض إليه (?) وأوصاه بعمّه المعتمد وكان قبل الموت بثلاثة أيام، فمات سنة ثمان وسبعين ومائتين (?) فشمت في موته المعتمد / فما حال عليه الحول إلاّ وقد لحق به ليلة الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين (?).
المعتضد بالله:
فتولّى الملك والخلافة المعتضد، وكان ملكا مهابا، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شجاعا يقدم على الأسد وحده، حسن السّياسة قليل الرّحمة، إذا غضب على أحد ألقاه