وأهم ما جاء بالكتاب ثلثه الأخير، وسماه الخاتمة وأفرده لمدينته صفاقس، وكأن كلّ ما سبق سياق لها، وفيها يعطينا معلومات ينفرد بها عن هذه المدينة، تتعلق بتأسيسها، وموقعها، وتاريخها منذ أيامها الأولى، واقتصادها الفلاحي والصناعي والتجاري، والحياة اليومية ومقوماتها، والحياة الديمغرافية ومعوقاتها، وطبائع الناس، وحركة التعليم بها، وجملة من تراجم مشايخها وصلحائها، ويطنب في الحديث عن مقاومة هذه المدينة لأعدائها: النرمان، وفرسان مالطة، والبلنسيان، على مر الزمن دون أن يهمل معنى ولا قصة بطولية حتى ولو بدت خرافية، باعتزاز وفخر دون تصريح، فالخاتمة تمثل مرجعا من أهم المراجع لمعرفة أحوال صفاقس في القرن الثامن عشر وكذلك لمعرفة أحداث عامة، أهمها الحرب المالطية التونسية، والحرب التونسية البندقية، وتاريخ هذه المدينة في شتى ألوان حياتها كما قدمه المؤلف يتطابق مع النظرة التاريخية الحديثة، وكما قال أحمد عبد السلام: «إن نزهة الأنظار لمؤلفها محمود مقديش قدّمت بدقة حياة صفاقس بما فيها من أفراح وأتراح، وهذا يمثل أكبر قيمة لها» (?).
ولغة الكتاب على مستويات مختلفة إذ ليست كلها لمقديش، فهو ناقل ومؤلف، ولغته الخاصة نعجب لها، فهي متينة في المقدمة وضعيفة في أكثر النزهة، ويستعمل فيها الكلمات العامية - يطين في معنى يطمس، وناموس في معنى الهيبة. . .، وأيضا يكتب الكلمة الفصحى كما تنطق في اللغة العامية - مونة العسكر عوض مؤونة، وصرايا عوض سرايا - وأسقط الهمزة مثلا التم عوض التأم. . .
وفي القسم الأخير من كتابه لا سيما عند الكلام عن الصوفية والصالحين يصل أسلوبه إلى حد كبير من الإسفاف والضعف».
جزءان في مجلد.
عددها الرتبي 142.
مقاسها: 17/ 24.
عدد أوراقها: ج 1: 250، ج 2: 350.
مسطرتها: 21.
لم يذكر الناسخ إسمه، نقلها عن نسخة بخط المؤلف.
الإنتهاء من نسخها 1238 هـ .