قال أبو عثمان سعيد بن عفير (?) في «تاريخه»: «لما سمعت الرّوم والأفارقة (?)، بخروج عبد الله بن سعد ووصوله إلى إفريقية، خرجوا إليه ومعهم جرجير في جمع من الرّوم.
فلما التقى بهم المسلمون بادر جرجير بالبراز، فبرز إليه عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم، فقتله ابن الزبير، ومنهم من قال قتلاه جميعا. ثم كانت الهزيمة، واتخذ المسلمون ذلك المنزل معسكرا ومنزلا، وأصابوا لهم غنائم كثيرة، وقسم عبد الله الفيء على الصحابة، فبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار وسهم الرّاجل ألف دينار» (?) وتولى قسم الغنيمة / عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلب - رضي الله تعالى عنهما - ونفل عبد الله ابن أبي سرح عبد الله بن الزبير ابنة جرجير لأنه قتل جرجيرا. وبلغ الخمس أربعمائة ألف دينار واجتمعت الرّوم بعد قتل جرجير إلى كورة من الكور حصينة (هو قصر الجم) (?) فسار إليهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح بمن معه (من المسلمين) (?) فصالحوه على ثلاثمائة قنطار (ذهبا وهي) (?) ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، فقبضها منهم وانصرف عنهم.
وسئل يومئذ بعض النّصارى من أين كثرت أموالكم؟ فبادر إلى شجرة زيتون كانت بين يديه فأخذ منها عودا وقال: من هذا جمعنا هذه الأموال، نصيب الزّيت فيأتينا أهل البحر والجزائر [والصحارى] (?) فيبتاعونه منا، فمنه كثرت أموالنا».
ثم قال (?): وأقام ابن أبي سرح بسبيطلة، وهو الأمير على عسكره والحاكم بينهم، فلما رأى [الرّوم] (?) الذين بالساحل ما حل بجرجير وأهل سبيطلة، غارت