واعتمد في هذه المقالة على بشائر أهل الإيمان لحسين خوجة والمؤنس لابن أبي دينار، وفي خصوص حسين بن علي وابنه علي باشا، يوجه المؤلف القارئ إلى الحلل السندسية للوزير السراج والكتاب الباشي لحمودة بن عبد العزيز.

الخاتمة: في ذكر ما يتعلق بصفاقس ووطنها.

وقسمها إلى أربعة أبواب:

- الباب الأول: في ذكر وضعها وما يتعلق به.

- الباب الثاني: في ذكر ولاتها.

- الباب الثالث: فيما وقع لأهل صفاقس من الجهاد في الأعصار المتأخرة ويتناول فيه خاصة المعارك التي خاضتها صفاقس مع مالطة والبندقية.

- الباب الرابع: في ذكر أهل الخير والصلاح والأولياء المتقدمين بصفاقس ووطنها، وهو أطول الأبواب.

واعتمد المؤلف في خاتمته على رحلة التجاني، ومعالم الإيمان للدباغ، ومناقب سيدي أبي إسحاق الجبنياني للبيدي، ومناقب سيدي أبي الحسن الكراي، ويعتمد خاصة في الباب الأخير على معلوماته، والخاتمة - كما سنبينه فيما بعد - أهم ما جاء بالكتاب.

ت - أهميتها:

ضبط المؤلف لنفسه وصف المغرب ورواية تاريخه ثم التركيز على مدينته صفاقس، والمتتبع لحلقات الكتاب يشعر وكأن المؤلف يتردد فيما ضبطه لنفسه لأنه يتأرجح بين المغرب والمشرق وتاريخ المغرب وتاريخ الإسلام عامة، ويرجع ذلك إلى غاية منهجية جعلته يبدأ بالأصل وينتقل منه إلى الفرع قصد الإيضاح، وفسر ذلك أحمد عبد السلام بقوله: «والحقيقية أن التمييز بين التاريخ الإسلامي والتاريخ المغربي ليس في متناول محمود مقديش ومعاصريه إذ أن تاريخ المغرب جزء من تاريخ العالم الإسلامي، وهذا التاريخ هو في نظر مقديش التاريخ كله، والمغرب يدخله عن طريق الفتح الإسلامي» (?).

وباستثناء الفقرات والأجزاء التي حررها المؤلف، فإن الكتاب يغلب عليه طابع النقل والتجميع وقد أشار إلى ذلك نالينو، وكراتشكوفسكي اعتمادا عليه، وأحمد عبد السلام في أطروحته، والنقل والتجميع أشمل في الجزء الأول من الكتاب، وقال في ذلك أحمد عبد السلام: «إن المقالات التي خصصها المؤلف للتاريخ تعتمد على النقل، ولكنها أقل شمولا، وأقل غموضا من العمل الذي قام به الوزير السّرّاج في نفس الإتجاه، وإن استعمل نفس مراجعه، ولعله استوحاها من سلفه الجاد هذا، فمقديش لا يعطينا في هذه المقالات معلومات طريقة خاصة به، ولا بد أن نرى في رأيه الذي اقتضته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015