عمرو، وفي ذلك يقول قائلهم: /
[طويل]
ونحن قتلنا سيّد الحيّ عنوة ... فأصبح فيها وهو حيران موجّع
(وما كان يبغي أن يكون خلافنا ... بها ملك حتى أتانا السّميدع) (?)
فذاق وبالا حين حاول ملكنا ... وعالج منا غصّة متجرّع
فنحن عمرنا البيت كنّا ولاته ... ندافع عنه من أتانا ونمنع (?)
وما كان (?) حقا أن يلي ذاك غيرنا ... ولم يك حي قبلنا ثم يدفع (?)
وكنا ملوكا في الدّهور التي مضت ... ورثنا ملوكا لا ترام فتوضع
ثم نشر الله بني اسماعيل وأخوالهم جرهما، فكانت جرهم ولاة البيت لا ينازعهم بنو اسماعيل لخؤولتهم وقرابتهم، فلما ضاقت مكّة وانتشروا في الأرض، فلا يأتون قوما ولا ينزلون بلدا إلاّ أظهرهم الله عليهم بدينهم، وهو يومئذ دين ابراهيم - عليه السّلام - حتى ملؤوا البلاد ونفوا عنها العمالقة، وكانوا ضيّعوا الحرم، بل حرمة الحرم (?)، ثم أن جرهما استخفوا بأمر البيت الحرام، وارتكبوا الأمور العظام، وأحدثوا فيها ما لم يكن قبل ذلك، فقام فيهم مضاض (?) بن عمرو بن الحارث بن مضاض (?) خطيبا، فقال: يا قوم احذروا البغي، فقد رأيتم من كان قبلكم من العمالقة كيف استخفّوا بأمر البيت، فلم يعظّموه، فسلّطكم الله عليهم فأخرجتموهم، فتفرقوا في البلاد، وتمزقوا كل ممزق، فلا تستخفوا بحق الله فيخرجكم منه. فلم يطيعوه، وقالوا: من يخرجنا ونحن أعزّ