ولما جرى ذكر جرهم فلا بد من ذكر طرف من أصلهم، وبعض من أخبارهم.
فنقول: «ذكر صاحب (?) «المختصر في أخبار البشر» (?) أن المؤرخين قسمت / العرب ثلاثة أقسام بائدة (?) وعاربة ومستعربة.
أما البائدة فهم العرب الأولى الذين ذهبت عنا تفاصيل أخبارهم لتقادم عهدهم وهم عاد وثمود وجرهم الأولى، فكانت على عهد عاد فبادوا (?) ودرست أخبارهم، وأمّا جرهم الثانية فهم أولاد قحطان بن الهميسع بن ثابت بن اسماعيل، وبجرهم الثانية اتصال (?) اسماعيل النبيء - عليه السّلام - ولم يبق من العرب البائدة إلاّ القليل.
وأما العرب المستعربة فهم ذريّة اسماعيل النبيء - عليه السلام -.
وأما العرب العاربة فهم عرب اليمن والحجاز من ذريّة قحطان المتقدم، وذلك أنه خلف واحدا وثلاثين ذكرا أمّهم واحدة، كانوا نزلوا أولا بالهند، فلما هلكت عاد وبقي من عقبهم طائفة من مكة وهم عاد الأخرى هلكوا، وفي الحديث أنهم مسخوا نسانس (?)، لكل واحد منهم يد ورجل بشق واحد، ينقرون كما ينقر الطيور، ويرعون كما ترعى البهائم، وقيل أولائك انقرضوا، والموجود من النّسانس خلق على صفتهم كالقردة، والخنازير الموجودين الآن، غير الممسوخ من بني اسرائيل.
وأصل جرهم الثانية أنهم نجب من أولاد قحطان اثنان أحدهما جرهم الثاني المقدّم الذّكر، فملك الحجاز ثم ملك بعده ولده عبد ياليل ابن جرهم، ثم ابنه جرهم،