الصلاة والسلام - الخلافة في قريش، والفرق بين الخليفة الحقيقي، والملك والسّلطان، أن الخليفة يأخذ بالحق ويعطي بالحق، والملك من لا يبالي من أين أخذ ولا فيما أعطى، حسبما ترشد له قصّة عمر - رضي الله تعالى عنه - حين قال لبعض أصحابه: أملك أنا أم خليفة؟ فقيل له إذا وضعت شيئا من بيت المال في غير حقه، وأخذته من غير حقه، مصادرة أو غصبا قصد الأخطاء فأنت ملك لا خليفة، وذلك لأن الملك يعسف الناس ولا يبالي بما فعل، وأما السّلطان فهو من يأخذ ويعطي مطلقا / وفي ولايته أمراء يكون ملكهم تحته، ويكون عسكره عشرة آلاف فأكثر ويملك ممالك متعددة، كالشام ومصر، فإن زاد مملكة أو جيشا كان أعظم في السلطنة، وجاز أن يطلق عليه سلطان السلاطين، والسّلطان الأعظم. ويشترط أن يخطب له في ممالك متعددة أقلها ثلاثة أيام، وأكثرها ثلاثة أشهر، فما فوق اهـ‍ من حسن المحاضرة (?) بالمعنى.

وقد أرشدنا لمدة الدّنيا ولحكمة الخلافة ما روي عن ابن عباس (?) - رضي الله تعالى عنهما - دنياكم هذه أسبوع من أسابيع الآخرة، وانكم في آخر يوم منه، فإن الله يبعث في كل ألف سنة نبيئا بمعجزات واضحة، وبراهين قاطعة، لرفع أعلام دينه القويم، وظهور سراطه المستقيم، فكان في الألف الأولى آدم - عليه السلام - وفي الثانية، ادريس - عليه السلام -، وفي الثالثة نوح - عليه السلام - وفي الرابعة ابراهيم - عليه السلام -، وفي الخامسة موسى - عليه السلام - وفي السّادسة عيسى - عليه السلام - وفي السّابعة محمّد - عليه الصلاة والسلام - وبه ختمت النبوءة وتمّت به آلاف الدّنيا، كذا قال في «أصول التواريخ»، ولم يبق بعد النبوءة الاّ الخلافة من الأمة المحمدية، وفي هذه اشارة إلى أن ما بعد الألف السابعة (لا يبلغ ألفا بل كسور ألف) (?) وإلاّ لم يكن أسبوعا، ولا يشترط في الرسول صاحب الألف / أن يكون على رأس الألف، ولا أن يكون بينه وبين غيره ألف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015