معادن الفضة الجيدة، ومنها تخرج الفضة إلى كثير من بلاد الروم.
وبين سردانية وجزيرة قرسقة (?) مجاز طوله عشرون ميلا.
وأما جزيرة صقلية (?) وتوصف بسيسليا (?) فهي مثلثة الشكل، فالجهة الشرقية منها من مدينة مسينة إلى جزيرة الأرنب مائتا ميل، ومن جزيرة الأرنب إلى اطرابنش (?) أربعمائة وخمسون ميلا، وهو الوجه الجنوبي، والوجه الثالث من اطرابنش إلى الحرّاش إلى الغار مائتان وخمسون ميلا، فمساحة محيطها تسعمائة ميل، وانتهت عمارتها سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (?) إلى مائة بلد وثلاثين بلدا، وكان فتحها أسد بن الفرات - رحمه الله تعالى - وهي اليوم بيد العدو أعادها الله للاسلام.
وأول مدنها المشهورة بلرم (?)، وهي المدينة العظمى على ساحل البحر في الجانب الغربي، والجبال محدقة بها، وهي على قسمين، قصر وربض، فالقصر هو القديم المشهور، وهو في ذاته على ثلاثة أسمطة، وكل سماط مشتمل على قصور، والربض مدينة أخرى تحدق بالمدينة من جميع الجهات، وبه المدينة القديمة المسماة بالخالصة (?) التي كان بها مسكن السّلطان والخاصة في أيام المسلمين، وبها دار الصناعة للانشاء، والمياه بجميع جهات مدينة صقلية مخترقة، وعيونها جارية متدفقة، وبخارج الربض من الجهة الجنوبية منها نهر (?) عباس، وهو جار، عليه جمل من الأرحاء الطاحنة ما لا يحتاج معها إلى غيرها / وبالشرق من المدينة على مرحلة منه قلعة ثرمة (?) وبها حمتان