وكانت وفاته بالقاهرة المحروسة بجامع الأزهر بقاعة الخطابة وذلك في ثاني جمادى الأولى من هذه السنة، ودفن من الغد بالقرافة، بسفح الجبل المقطّم عند مجرى السيل (?) تحت العارض (?)، ومولده بالقاهرة رابع ذي القعدة سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وكان الشيخ معتدل القامة جميل الوجه حسنه، مشرّبا بحمرة ظاهرة (16 أ) وكان إذا استمع وتواجد وغلب عليه الحال يزداد وجهه جمالا ونورا، وكان عليه خفرا (?) وجلالة وهيبة، وكانت ثيابه حسنه (?) ورائحته طيبة، وأما شعره فهو الغاية والنهاية، فمنه قصيدته الفائية (?) وما أحسن قوله فيها: [الكامل]
لم أخل من حسد عيك فلا تضع ... سهري بتشنيع الخيال المرجف
واسأل نجوم الليل هل زار الكرى ... جفني وكيف يزور من لم يعرف
وما ألطف قوله منها:
وعلى تفنن واصفيه (?) بحسنه ... يفنى الزّمان وفيه ما لم يوصف
وقد خمس هذه القصيدة جماعة من الفضلاء.
وله (?): [الطويل]
أشاهد معنى حسنكم فيلذّ لي ... خضوعي لديكم في الهوى وتذلّلي
واشتاق للمعنى الذي أنتم به ... ولولاكم ما شاقني ذكر منزلي
فلله كم من ليلة قد قطعتها ... بلذّة عيش والرّقيب بمعزل