ولا تخل الثغور من (134 أ) اهتمام بأمر تبتسم له الثغور، واحتفال يبدل ما دجى من ظلماتها بالنور، واجعل أمرها مقدما، وشيد منها كلّ ما غادره العدو متهدما، فهذه حصون بها يحصل الانتفاع، وهي على العدو داعية افتراق لا اجتماع، وأولاها بالاهتمام ما كان البحر له (?) مجاورا، والعدو له ملتفتا ناظرا، ولا سيما ثغور الديار المصرية فإن العدو وصل إليها رابحا فعاد خاسرا، واستأصلهم الله فيها حتى ما أقال منهم عاثرا. وكذلك أمر الأسطول الذي (?) تزجى خيله كالاهلة، وركائبه سابقة بغير سائق مستقلة. وهو أخو الجيش السليماني فإن ذلك غدت الرياح له حاملة، وهذا تكفلت بحمله المياه السائلة. وإذا لحظها الطرف جارية في البحر كانت كالاعلام، وإذا شبهها قال هذه ليال تقلع بالايام.
وقد سنى لك الله من السعادة كل مطلب، وأتاك من أصالة الرأي ما يريك المغيب، وبسط بعد القبض منك الأمل ونشط بالسعادة ما كان من كسل، وهداك الى منهاهج الحق وما زلت مهتديا اليها، وألزمك المراشد فلا تحتاج الى تنبيه عليها. والله يمدك بأسباب نصره ويوزعك شكر نعمه فإن النعمة ستتم بشكره».