البحرية، فساروا ونزلوا الغور واتخذوا العوجاء منزلا. وبلغ المعزّ مسيرهم اليه واتفاقهم عليه، فبرز بالعساكر (97 ب) المصرية ومعه جماعة ممن حضر اليه من العزيزية. فنزل الباردة بالقرب من العباسة وانقضت هذه السنة وهو مخيم بها.
وفيها كانت وفاة صرطق خان ابن دوشي خان (?) بن جنكيز خان، صاحب البلاد الشمالية. وكانت ممكته سنة وشهورا، ولم يكن له ولد يلي المملكة بعده. وكانت براق سين زوجة طغان ابن أخيه، أرادت أن تولي ولدها تران منكو السلطنة، وكان لها بسطة وتحكم، فلم يوافقها أحد من الخانات أولاد «باطو» وبقية الأمراء على رأيها. فلما رأت أنهم لم يوافقوها راسلت هولاكو وأرسلت اليه نشابه بلا ريش وقباء بعير أسود، وبعثت تقول له: قد تفرغ الكاش من النشاب، وخلا القربان فتحضر لتسلّم الملك. وسارت في أثر الرسول لقصد هولاكو واحضاره، فأرسلوا في طلبها وأعادوها كارهة وغرّقوها جزاء بما فعلت. وجلس على كرسي المملكة بركة خان ابن باطوخان (?) ابن دوشي وأسلم وحسن اسلامه (?)، وأقام منار الدين وأظهر شرائع المسلمين، وأكرم العلماء والفقهاء وأدناهم وبرّهم ووصلهم واتخذ المساجد والمدارس بنواحي مملكته. وأسلمت زوجته «ججك» وأخذت لها مسجدا من الخيم [وذلك على يد الشيخ نجم الدين كبرا] (?).
وفيها وصل الشريف المرتضى (?) من الروم ومعه بنت علاء الدين صاحب الروم التي خطبها الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام، فزفت عليه بدمشق واحتفل (98 أ) لها احتفالا كثيرا (?).
وفيها مات القاضي أبو القاسم ابن المقيشع الشافعي، المنعوت بالعماد. ولي القضاء