يحيى (?). وتفقه بالشام على جماعة، وقرأ القراءات بالسبع (?) على الشاطبي والبطائحي (?)، وسمع الحديث الكثير وحدّث (87 ب) وكان قد سافر في عنفوان شبابه الى العراق. وسمع شهده وأقرانها. وسمع من الحافظ السلفي بمصر، وروى عنه، وكتب له بالفتيا والتدريس سنة خمس وسبعين وخمسمائة. وكان يلبس الطيلسان. ولم يمسك بيده ميزانا قط. ترسل من الملك الكامل الى الملك الأشرف، وتوجه أيضا رسولا الى بغداد هو وشجاع الدين ابن أبي زكريا. وكان يخطب في الجامع الحاكمي بالقاهرة. وله محفوظات ومحاضرات. وكان دمث الأخلاق كريم النفس كثير التواضع، قلّ أن يدخل عليه أحد ويناظره إلا قطعه، وما دخل عليه أحد من الناس إلا أطعمه شيئا.

قال أبو المظفر (?): كنت أجتمع به بين القاهرة ومصر فيقف معي ويباسطني ويدعو لي [ويشكرني] (?). وكان مولد المذكور يوم النحر سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمصر في دار عمرو الصغرى، قريبا من الجامع. ومات ليلة الخميس رابع عشري (?) ذي الحجة بمصر.

ودفن يوم الخميس بالقرافة قريبا من السفح رحمه الله تعالى.

وفيها مات الوزير جمال الدين أبو الحسن (?)، يحيى بن عيسى بن إبراهيم بن الحسين بن علي بن حمزة بن ابراهيم بن الحسن بن مطروح. أصله من أهل صعيد مصر، ونشأ هناك وأقام بقوص مدة، وتنقلت به الأحوال في (?) الخدم والولايات، ثم اتصل بخدمة الملك الصالح أيوب ابن الملك الكامل، وكان إذ ذاك نائبا عن أبيه بالديار المصرية (88 أ) ولما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015