دمشق بل أرسل اليه ذهب كثير، وقماش (?) وجرد معه خمسمائة فارس تكون في خدمته، ورسم له أن يجتمع بملوك الفرنج وأن يجعل بينه وبينهم مودّة، وصحبة. عند ذلك توجه الملك الجواد الى الساحل ودخل الى مدينة عكا، واجتمع بمقدم الداوية وبملوك الفرنج، ثم خرجوا جميعا الى قيساريّة (?) ورتب الملك الجواد مع الفرنج ما قاله الصالح اسماعيل، وسألهم نجدة له على صاحب مصر وأوعدهم إعادة ما أخذ من السواحل، وعادوا (?) الفرنج (46 أ) وخلوا الملك الجواد على قيساريّة، وأعطوه الفرنج مال كثير (?).
وفيها لما بلغ الصالح نجم الدين أيوب بتوجه الجواد الى عند الفرنج، وما تقرر له معهم، كتب إليه يستميله اليه ويوعده بمواعيد جليلة، وسأله أن يستميل قلب الفرنج إليه.
فلما وصلته مكاتبة صاحب مصر، مال إليه وصغا الى قوله واستمال الفرنج إليه، وكتب الى صاحب مصر أخبره بما عمله وأنّه قد مال إليه. فلما وصل كتابه الى صاحب مصر، زادت أفراحه وجهّز رسولا وصحبته مال وقماش الى الملك الجواد، وأنّه بحلف كبراء الفرنج، وسيّر الى ملوك الفرنج أيضا من مفتخرات الديار المصرية. فلما سافر الرسول، ما وثق (?) به الملك الصالح، فأرسل الأمير ركن الدين الهيجاوي ومعه جماعة الى عند الملك الجواد بيافا، واجتمع به، وبعد أيام وصل كتاب السلطان الملك الصالح إلى الأمير ركن الدين الهيجاوي بمسك الملك الجواد وتقييده وتجهيزه الى مصر وذلك على حين غفلة منه، فعند ذلك اتفق الهيجاوي مع الجواد أن يرحلوا من يافا وينزلوا على غزّة، فرحلوا جميعا ونزلوا على مدينة غزة. فوصل كتاب السلطان الملك الصالح الى الملك الجواد بمسك الأمير ركن الدين الهيجاوي، فعند ذلك أخبر كل منهما صاحبه بما وصل اليه من المرسوم واتفقا جميعا على مفارقة خدمته، وأن يتوجه الملك الجواد الى الفرنج، فركب ودخل عكّا وأقام بها، والركن الهيجاوي ترك العسكر المصري على غزّة وأشغلهم وأظهر (46 ب) أنه يتوجه الى الصيد وتوجه الى دمشق والتجأ إلى صاحبها الملك الصالح عماد الدين اسماعيل وأقام في خدمته (?).