محفة ودخلت به القاهرة. ولما دخلت القاهرة بعثت إليه بعشرين ألف دينار، فعادت إلي مع غلماني (38 ب) وكان وصول الصالح الى بلبيس يوم الأحد رابع عشري ذو القعدة، فنزل في خيمة العادل والعادل محبوس في خركاه.
وفيها تملك الثامن من بني أيوب وهو السلطان الصالح نجم الدين أيوب ابن السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر ابن أيوب بن شادي ابن مروان. تملك الديار المصرية وما أضيف اليها يوم الجمعة (?) وجلس على التخت وحلفوا (?) له الأمراء واستقر أمره، أحضر أخوه العادل وسأله عن موجب خلعه ومن كان السبب فيه، ثم أدخله القاهرة في محفة كما تقدم. ثم أن السلطان لما تقرر أمره بقلعة الجبل أعرض الخزانة وبيت المال فلم يجد غير دينار واحد وألف درهم، فسأل عن المال، فقالوا أخوك فرقه على الأمراء فسكت وأخلع وأعطى، ثم أنه بعد ذلك قعد وأحضر القضاة والأمراء الذين كانوا السبب في مسك أخيه وقال: لأي شيء مسكتم سلطانكم، قالوا كان سفيه (?)، قال الصالح: يا قضاة من يكون سفيه يجوز تصرفه في بيت مال المسلمين قالوا: لا، قال:
أقسم بالله متى لم تحضروا ما أخذتموه من المال كانت أرواحكم عوضه، فخرجوا جميعا وأحضروا المال، فكان جملة ما أحضروه سبعمائة ألف وخمسة وثمانين ألف دينار وألفي ألف وثلاثمائة ألف درهم. ثم بعد ذلك أمهلهم قليلا ومسكهم على التدريج (?).
وفيها أخذ بدر الدين لؤلؤ صاحب (39 أ) الموصل سنجار من الملك الجواد بموافقة من أهلها لسوء سيرته، فإنه صادرهم وأخذ أموالهم، وخرج يتصيد ويحج في البرية، فبعثوا الى بدر الدين فجاء، ففتحوا له [الأبواب] (?) ومضى الجواد الى عانة (?)، فأقام بها ثم باعها للخليفة.
وفيها تولى الشيخ عز الدين (?) ابن عبد السلام الخطابة بجامع دمشق في ربيع الآخر.