قال: قال رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا أمتنع من النساء؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فكيف لك أقدار قد قدرت وأقلام قد جفت". ونقل عن أبى زرعة قوله: "هذا حديث منكر". اهـ.
* وأما رواية مجاهد وعطاء عنه:
ففي الكبير للطبراني 11/ 144:
من طريق معلى الجعفى عن ليث عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس قال: شكى رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - العزوبة فقال: ألا أختصى؟ فقال: "لا ليس منا من خصى أو اختصى ولكن صم ووفر شعر جسدك" ومعلى هو ابن هلال قال فيه في المجمع 4/ 254 متروك، وشيخه هو ابن أبى سليم معلوم الضعف.
* وأما رواية عكرمة عنه:
ففي أبى داود 2/ 349 وأحمد 1/ 312 والطحاوى في المشكل 3/ 314 وابن عدى في الكامل 5/ 23 والحاكم 1/ 448 والطبراني في الكبير 11/ 234 والبيهقي 5/ 164.
من طريق ابن جريج عن عمر بن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صرورة في الإسلام". والسياق لأبى داود ولابن جريج شيخان ممن يقال له عمر بن عطاء أحدهما: ابن أبى الخوار. والثانى: ابن وراز. والأول ثقة والثانى ضعيف. وقد وقع عند الطبراني أيضَا هذا الإشكال إذ فيه أنه الأول وهو الذى جزم به الطحاوى. خالف في ذلك أحمد وابن معين وابن عدى وغيرهم ففي تهذيب المزى 21/ 464 ما نصه: "وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل كل شىء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن عكرمة فهو عمر بن عطاء بن وراز وكل شىء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن ابن عباس فهو: عمر بن عطاء بن أبى الخوار كان كبيرًا قيل له أيروى ابن أبى الخوار عن عكرمة قال: لا من قال عمر بن عطاء بن أبى الخوار عن عكرمة فقد أخطأ إنما روى عن عكرمة عمر بن عطاء بن وراز، ولم يرو ابن أبى الخوار عن عكرمة شيئًا". اهـ.
قلت: هذا من أفضل ما يفرق بينهما لولا ما وقع في العلل 2/ 208 من جزم الإمام أحمد أن ابن أبى الخوار يروى عن عكرمة فبطل الجزم بالكلام السابق إلا أنه يفهم من كلام ابن معين أن ابن وراز يختص بالرواية عن عكرمة ففي تاريخه رواية الدورى عنه 2/ 432 ما نصه: "عمر بن عطاء الذى يروى عنه ابن جريج يحدث عن عكرمة ليس هو بشىء وهو ابن وراز وهم يضعفونه. كل شىء عن عكرمة فهو عمر بن عطاء بن وراز وعمر بن عطاء بن أبى الخوار ثقة".اهـ وجزم ابن عدى أن الواقع هنا هو الثانى وتبعه البيهقي إنما